التحضير للخلاص
الله يرافق الإنسان:
يعاقب الله الإنسانَ إذاً. ولكنه لا يتركه بل يرافقه، كما يخبرنا الكتاب المقدس (العهد القديم بخاصة).
ويكرر الله وعدَه للمؤمنين بالمخلّص، ويقيم عهوداً متتالية مع البطاركة، ويهتمّ بالشعب المؤمن بشكل عملي ويرعاه وهذا بدافع رحمته ومحبته للبشر:
"لقد اختاركم الربُّ إلهُكم وأحبّكم ليس لأنكم أكثر من سائر الشعوب، فإنكم أقلّ من سائر الشعوب، بل لأن الربَّ أحبَّكم ولأنه سيحفظ القَسَمَ الذي أَقْسَمَ لآبائكم....فالرب إلهكم هو الله الأمين الحافظُ العهدَ والإحسان للذين يحبّونه ويحفظون وصاياه..." (تثنية 6:7-9).
ويؤكّد صاحب المزامير إيمانه بالله المحب الذي لا يترك شعبَه. فيقول على لسان الله: "لأنّه (المؤمن) تعلّق بي وأحبّني أنجّيه. أرفعُه لأنه عرفَ اسمي. يدعوني فأستجيب له. معه أنا في الضيق. أنقِذُهُ وأمجّدُه. على طول الأيام أُشْبِعُهُ وأُريه خلاصي" (مزمور91:14-16).
ويُحَضِّرُ الله الشعبَ والظروف لمجيء المخلّص. ويوحي للمؤمنين بالنبوءات التي تتحدّث عن هذا المخلِّصَ بالتفصيل: عن حياته، وعن شخصيته، وعن عمله الخلاصي المُنْتَظَر.
نبوءات العهد القديم عن مسيّا:
يخبرنا العهد القديم عن المسيح المخلص (مسيّا) بالتفصيل. وفيما يلي نذكر بعض هذه النبوءات:
هذا المخلص سيولد من عذراء: (إشعياء 7:14):
"ها إن العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعوا اسمَه عمّانوئيل".
وسيبشّر في الجليل: (إشعياء 9:1،2):
"لا يكون ظلامٌ للتي عليها ضيقٌ. كما أهان الزّمان الأول أرضَ زبُولُنَ وأرضَ نفتالي يُكرِمُ الأخيرُ طريقَ البحر عبر الأردن جليلَ الأممِ. الشعبُ السالكُ في الظلمة أبصرَ نوراً عظيماً. الجالسون في أرض ظلال الموت أشرقَ عليهم نورٌ" .
وسيأتي إلى اليهود فيرفضونه: (إشعياء 53:3):
"محتَقَرٌ ومخذولٌ من الناس، رَجُلَ أوجاعٍ ومختَبِرُ الحزْنِ، وكمُسيَّرٍ عنه وجوهُنا، محتَقَرٌ فلم نعتدّ به".
وسيدخل منتصراً إلى أورشليم: (زكريا 9:9):
"ابتهجي جداً يا ابنة صهيون. اهتفي يا بنتَ أورشليم. هوذا ملكُك يأتي إليكِ. هو عادلٌ ومنصورٌ وديعٌ وراكبٌ على حمارٍ وعلى جحشٍ ابنِ أتان".
وسيقاسي الآلامَ نيابةً عن البشر: (إشعياء 53:4،5):
"لكن أحزانَنا حمَلها وأوجاعنا تحمّلها ونحن حسبناه مصاباً مضروباً من الله ومذلولاً. وهو مجروحٌ لأجل معاصينا مسحوقٌ لأجل آثامِنا. تأديبُ سلامنا عليه وبِجُبُرِهِ شُفينا".
وسوف يموت: (إشعياء 53:8،9):
".....قُطِعَ من أرضِ الأحياء..... وجُعِلَ مع الأشرار قبْرُهُ ومع غنيّ عند موته".
وسوف يقوم من بين الأموات : (مزمور 16:10):
"لن تَتْرُكَ نفسي في الهاوية. لن تَدَعَ تقيَّكَ يرى فساداً".
وسيصعد إلى السماء: (مزمور 68:18):
"صَعِدْتَ إلى العلاءِ. سبيتَ سبْياً....".
وبالطبع إن هذه النبوءات وكثيرٌ غيرها قد تحقّق في حياة يسوع المسيح، كما نرى في العهد الجديد.
- عدد الزيارات: 2232