آلام المرأة
إذا من كل ما ذكرنا،رأينا أن هذا هو قصد الله تعالى في حياة الإنسان حين أعطاه المرأة كمعين.
كيف تغيرت هذه الصورة؟ دعونا نتابع معا تسلسل الأحداث التي ذكرت في الكتاب المقدس، في محاولة للوصول إلى الأسباب التي حطمت هذه الخطة الجميلة
السقوط :
" وكانت الحية أحيل جميع حيوانات البرية التي عملها الرب الإله. فقالت للمرأة أحقا قال الله لا تأكلا من كل شجر الجنة. فقالت المرأة للحية من ثمر شجر الجنة نأكل. وأما ثمر الشجرة التي في وسط الجنة فقال الله لا تأكلا منه ولا تمسّاه لئلا تموتا. فقالت الحية للمرأة لن تموتا. بل الله عالم أنه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر. فرأت المرأة أن الشجرة جيدة للأكل وأنها بهجة للعيون وأن الشجرة شهية للنظر. فأخذت من ثمرها وأكلت وأعطت رجلها أيضا معها فأكل. فانفتحت أعينهما وعلما أنهما عريانان. فخاطا أوراق تين وصنعا لأنفسهما مآزر."
سفر التكوين 3: 1-7
فأدّى عصيان آدم وحواء كلام الله تعالي، إلى طردهما من الجنة، وعقاب كل من آدم وحواء والحية. وقال الله لحواء "تكثيرا أكثّر أتعاب حبلك. بالوجع تلدين أولادا ". سفر التكوين3: 16
وبذلك نجد أن الرجل أخذ يسود على المرأة متجاهلا أنه هو أيضا وقع تحت العقاب وأصدرت المحكمة الإلهية عليه الحكم التالي حين قال الرب الإله لآدم:
"لأنك سمعت لقول امرأتك وأكلت من الشجرة التي أوصيتك قائلا لا تأكل منها، ملعونة الأرض بسببك. بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك. وشوكا وحسكا تنبت لك وتأكل عشب الحقل. بعرق وجهك تأكل خبزا حتى تعود إلى الأرض التي أخذت منها. لأنك تراب والى تراب تعود".سفر التكوين 3: 17-19
هذا كان عقاب الخطية، والتعدي على وصايا الله تعالى. لكن دعونا نرى حب الإله، وخطته في إصلاح ما أفسدته الخطية.
أولاً : "وصنع الرب الإله لآدم وامرأته أقمصة من جلد وألبسهما".تسفر التكوين 3: 21
ثانياً : نجد أن الرب الإله أوصى الرجل بحسن معاملته للمرأة. بل وأعطى وصايا للرجل تجاه علاقته بالمرأة.
وصايا الله للرجل تجاه المرأة :
"ولكن لسبب الزنا ليكن لكل واحد امرأته وليكن لكل واحدة رجلها. ليوف الرجل المرأة حقها الواجب. وكذلك المرأة أيضا الرجل. ليس للمرأة تسلط على جسدها بل للرجل. وكذلك الرجل أيضا ليس له تسلط على جسده بل للمرأة. لا يسلب أحدكم الآخر إلاّ أن يكون على موافقة إلى حين لكي تتفرغوا للصوم والصلاة ثم تجتمعوا أيضا معا لكي لا يجربكم الشيطان لسبب عدم نزاهتكم". كورنثوس الأولى 7: 2-5
"غير أن الرجل ليس من دون المرأة (أي أقل) ولا المرأة من دون الرجل في الرب. لأنه كما أن المرأة هي من الرجل هكذا الرجل أيضا هو بالمرأة. ولكن جميع الأشياء هي من الله". كورنثوس الأولى 11: 11-12
"أيها الرجال أحبوا نساءكم..كذلك يجب على الرجال أن يحبوا نساءهم كأجسادهم. من يحب امرأته يحب نفسه..من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسدا واحد..وأما أنتم الأفراد فليحب كل واحد امرأته هكذا كنفسه وأما المرأة فلتهب رجلها". أفسس 5: 25،28،31،33
"فأريد أن يصلي الرجال في كل مكان رافعين أيادي طاهرة بدون غضب ولا جدال. وكذلك أن النساء يزيّن ذواتهنّ بلباس الحشمة مع ورع وتعقل لا بضفائر أو ذهب أو لآلئ أو ملابس كثيرة الثمن. بل كما يليق بنساء متعاهدات بتقوى الله بأعمال صالحة". تيموثاوس الأولى 2: 8-10
"أكرم الأرامل اللواتي هن بالحقيقة أرامل. ولكن إن كانت أرملة لها أولاد أو حفدة فليتعلموا أولا أن يوقروا أهل بيتهم ويوفوا والديهم المكافأة. لأن هذا صالح ومقبول أمام الله. ولكن التي هي بالحقيقة أرملة ووحيدة فقد ألقت رجاءها على الله وهي تواظب الطلبات والصلوات ليلا ونهارا. وأما المتنعمة فقد ماتت وهي حية.فأوص بهذا لكي يكنّ بلا لوم. وإن كان أحد لا يعتني بخاصته ولا سيما أهل بيته فقد أنكر الإيمان وهو شر من غير المؤمن". تيموثاوس الأولى 5: 3-8
وهكذا رسم الله تعالى للرجل طريقا به يعامل المرأة المعاملة الحسنة، وأن يعتبرها معينا له ومساعدا لكونها مخلوقة مثله ومشابهة له.
- عدد الزيارات: 3664