احتياجات المرأة
من الآيات السابقة وجدنا أن احتياجات المرأة سددها الله تعالى خلال الرجل , وهو أهم احتياج في الاحتياجات الثلاث التالية:
أولاً: روحيا.. سلاما داخليا وهذا السلام يعطيه الله لأنه يقول : " وسلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح ". فيلبي 4: 7
ثانياً: جسدياً ومعنوياً. فالرجل شريك حياة يستطيع أن يوفر لها احتياجاتها الجسدية والمعنوية والمالية. ولنا في قصة يوسف خطيب مريم أعظم مثل للمحافظة على شرف المرأة وتعضيدها. " وأما ولادة المسيح فكانت هكذا. لما كانت مريم أمّه مخطوبة ليوسف قبل أن يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس. فيوسف رجلها إذ كان باراً ولم يشأ أن يشهرها أراد تخليتما سراً. ولكن فيما هو متفكرٌ في هذه الأمور إذا ملاك الرب قد ظهر له في حلم قائلاً يا يوسف ابن داود لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك. لأن الذي حبل به فيها هو من الروح القدس". الإنجيل بحسب القديس متى 1: 18-20
ثالثاً: أمومياً، الإحساس بالأمومة أو ممارسة الأمومة باعتبارها وسيلة الله للتكاثر واليد العاملة والقويّة في تنشئة الأجيال القادمة والتي تعد في نفس الوقت من أهم اللذات التي تستمتع بها المرأة وتسعى إليها باستمرار، وفي هذا نجد قصد الله من خلق الإنسان إذ يقول الكتاب المقدس: "وباركهم الله وقال لهم أثمروا واكثروا واملأوا الأرض وأخضعوها وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدب على الأرض" سفر التكوين 1: 28
المثال الأعلى
نقرأ في الكتاب المقدس عن مواقف عديدة اتخذها السيد المسيح تجاه المرأة. وكان بذا المثل الأعلى لمعاملته للمرأة، وقد أراد بذلك أن يعلم الرجال كيفية معاملة النساء.
سيدتي العزيزة دعيني أبدأ لك بهذه القصة الشهيرة عن امرأة أمسكت في زنا، وقد أمسكها اليهود وهم يريدون قتلها ورجمها بالحجارة طبقا لقوانينهم، وقدموها للسيد المسيح ليجربوه، ماذا يكون حكمه، لأنه كان يعلّم دائما عن المحبة والصفح والغفران بعضنا لبعض.
المرأة التي أمسكت في زنا:
"ثم حضر أيضا(المسيح ) إلى الهيكل في الصبح وجاء إليه جميع الشعب فجلس يعلمهم. وقدم إليه الكتبة والفريسيون امرأة أمسكت في زنا. ولما أقاموها في الوسط. قالوا له يا معلم هذه المرأة أمسكت وهي تزني في ذات الفعل. وموسى في الناموس أوصانا أن مثل هذه ترجم. فماذا تقول أنت. قالوا هذا ليجربوه لكي يكون لهم ما يشتكون به عليه. وأما المسيح فانحنى إلى أسفل وكان يكتب بإصبعه على الأرض. ولما استمروا يسألونه انتصب وقال لهم: من كان منكم بلا خطية فليرمها أولا بحجر. ثم انحنى أيضا إلى أسفل وكان يكتب على الأرض. وأما هم فلما سمعوا وكانت ضمائرهم تبكتهم خرجوا واحداً فواحداً مبتدئين من الشيوخ إلى الآخرين. وبقى المسيح وحده والمرأة واقفة في الوسط. فلما انتصب المسيح ولم ينظر أحدا سوى المرأة قال لها يا امرأة أين هم أولئك المشتكون عليك؟. أما دانك أحد؟. فقالت لا أحد يا سيد. فقال لها المسيح ولا أنا أدينك. اذهبي ولا تخطئي أيضا".
الإنجيل بحسب القديس يوحنا 8: 1-11
وإني أتساءل عن إحضار المرأة للمحاكمة لارتكابها الزنا بدون الرجل الذي ارتكب هو أيضا معها هذه الفحشاء. وهذا يدل على رياء اليهود وقسوتهم بل ورياء أكثر الرجال الذين يعتبرون أن المرأة ترتكب الزنا والفحشاء، وأما الرجل فهو معصوم من هذه الوصمة والعار. وقد أراد السيد المسيح أن يعلّم هؤلاء الرجال الذين أتوا إليه بالمرأة درسا لا يُنسى. حين قال لهم: "من كان منكم بلا خطية فليرمها أولا بحجر".ربما كان يكتب خطايا كل واحد منهم، لأنه يعرف كل شيء عن الإنسان، فهو كلّي المعرفة. أو أنه كان يكتب وصايا الله عن المحبة والغفران والطهارة والقداسة، ووجوب إطاعة هذه الوصايا.
إنني أعتقد وأؤمن أن للمرأة حق، بل حقوق أهمها معرفة كلمة الله تعالى والأمور الروحية كما عيّنها لها الله، وان كان يظن البعض أن ليس للمرأة حق المعرفة أو حتى السؤال فيها والاستفسار عما يخص حياتها الآن وفي العالم الآخر، فهذا الظن ليس في محله. إن الكثير من الناس لا يعرفون عن الأمور الروحية بل يتظاهرون المعرفة، ولهذا أشجعك وأشيد بك سيدتي العزيزة، على القيام بالدراسة وبالبحث في هذه الأمور الهامة.
- عدد الزيارات: 4572