سلام المرأة وسعادتها
إن سلامك وسلام عائلتك وسعادتك هم عطية الله تعالى لك. بل هذا ما قصده الله عندما خلق حواء. ولكن للأسف تغيّرت هذه النظرة تجاه المرأة. إن الله يستطيع إعادة سلامك وسعادتك كما قصد عندما خلق آدم وحواء. وحتى نعرف السبيل لذلك علينا أن نعود إلى قصة حواء لنرى كيف قام الله بحل مشكلة المرأة.
رأينا في قصة آدم وحواء أن المرأة سمعت لكلام الحيّة وأكلت من الشجرة التي قال لهما الله أن لا يأكلا منها، وأعطت لآدم أيضا ليأكل منها. ونتيجة لذلك أصدر الله تعالى الحكم على كل من آدم وحواء والحية. وكان الحكم على حواء أنها تتوجع في الحبل وفي الولادة. لكن لم ينته المشهد عند هذه القصة. فقد جاء الله تعالى بألبسة من جلد وألبس آدم وحواء لأنهما كانا عريانان.
ورب سائل، لماذا قدم الرب الإله جلدا لتغطية عري آدم وحواء؟ من أين جاء بهذا الجلد؟ وما هو الدرس الذي أراد أن يعلمه لآدم وحواء وللعالم أجمع ؟
نحن نعرف جميعا أن الجلد يأتي من الحيوان. اذاً، لقد تم ذبح حيوان لأخذ جلده حتى يستطيع آدم وحواء تغطية عريهما. لعلك تذكرين يا سيدتي قصة إبراهيم حين طلب منه الله تعالى أن يقدم إبنه ذبيحة،وكان هذا لامتحان إيمان إبراهيم. ولكن الله قدم كبشا لإبراهيم حتى يقدمه بدلا من ابنه.
وبذا نجد أن الذبيحة كانت لنجاة آدم وحواء وابن إبراهيم والذين ساروا على رشدهم. إذاً فهي فدية وخلاصاً وبديلا عن موت الإنسان. لأن الكتاب المقدس يقول : " أجرة الخطية هي موت".
الذبح الثمين :
وهنا نجد أن الله تعالى أراد أن يعلّمنا أن الذبيحة هي فدية عن الإنسان الخاطئ. فبدلا من أن يموت الإنسان بسبب عصيانه وخطيته. رسم الله بأن تقدم ذبيحة نيابة عن هذا الإنسان الخاطئ.
ويعلمنا الكتاب المقدس أن الذبائح الكثيرة هذه لم تكن كافية للتكفير عن خطايا الإنسان الفادحة وشروره الجسيمة. فرأى الله تعالى أن يرسل لنا السيد المسيح، ليقوم بعملية التكفير ويضع نفسه بديلا لكل هذه الذبائح. وهكذا قصد الله تعالى تخليص الإنسان من شروره وآثامه. وبذا صار المسيح (الذبح الثمين).
لقد تكلم المسيح له المجد عن الحرية الحقيقية التي يمكنك سيدتي العزيزة الحصول عليها. فقد قال : وتعرفون الحق والحق يحرركم.. إن كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية.. فإن حرركم الله فبالحقيقة تكونون أحرارا". الإنجيل بحسب القديس يوحنا 8: 32،34،36
والسبيل الوحيد لاستعادة سلامك وسعادتك، كما قصد الله عندما خلق حواء، هي التحرر من الخطية التي كانت سبباً لهذه الفجوة التي حدثت بين الرجل والمرأة. فاطلبي سيدتي العزيزة أولا أن يحررك الله من عبودية الخطية. بعدها تحصلين على السلام الحقيقي في داخلك وفي كيانك وفي بيتك ومع زوجك وأولادك.
إن الله يريد الدفاع عنك، ورد سلامك وسعادتك اللذين سلبا منك. إنني أدعو الرب الإله أن يفتح قلبك لتقبلي منه هذه العطية الثمينة ألا وهي التحرر من الخطية وقبول السيد المسيح الذبح الثمين الذي قدمه الله لخلاصك وخلاص كل سيدة مثلك بل وخلاص العالم أجمع.
سيدتي العزيزة: إقرأي الكتاب المقدس، الذي يعلّمك ويرشدك إلى كل هذه الأمور. ويفتح باب الرجاء والأمل أمامك. ويقودك لمعرفة الحق الذي يحررك من عبودية الخطية ومن قسوة وظلم الإنسان. وتحصلين على سلامك وكرامتك وحب قد أعطي لك من قبل الله الذي قيل عنه في الكتاب المقدس، الله محبة.
صلاتي إلى الله من أجلك ومن أجل كل امرأة وقعت ضحية تعاليم خاطئة، أن تحصل على السلام و السعادة والهدوء والطمأنينة.
وهكذا تعود الصورة الجميلة التي رسمها الرب الإله للمرأة التي خلقها وأحبها وأراد لها كل خير وصلاح وهدوء وطمأنينة، والعيش في بيت ملؤه السعادة والفرح والبهجة، مع زوج مؤمن يحب زوجته ويضحي من أجلها. وأولاد مطيعين ومسرّين لوالديهم.
- عدد الزيارات: 2929