Skip to main content

ما هي الواجبات والممارسات الدينية للمسيحيين؟

بما أن العبادة المسيحية تختلف في بعض النواحي عنها عند أتباع الديانات الأخرى، يسود اعتقادٌ خاطئ أحياناً بالافتراض أن المسيحيين ليس عليهم واجبات دينية. ولكن أود أن أوضح جيداً أن هدف العبادة عند المسيحيين ليس نيل الخلاص ومغفرة الخطايا. كما شرحتُ آنفاً، لا يمكن شراء الخلاص بـأي شيء نفعله، بل هو يُمنح لنا مجاناً من قِبَل الله عندما نؤمن بالمسيح. ومن هنا فإننا نعبد الله لا لكي ننال الخلاص بل لنُظهر محبتنا وامتناننا لله لأجل عطية الخلاص التي منحنا إياها. فدعوني أخبركم باختصار عن العبادة المسيحية.

الصلاة:

لم يُعطِ يسوع لأتباعه أي صلاة بالعبرية أو اليونانية كي يتلوها وهم متجهين باتجاه معين خلال الصلاة. بل أخبرهم أن يأتوا إلى الله أبيهم كأطفال في أي مكان وزمان يرغبون وأن يتكلموا إليه من قلوبهم بلغتهم الأم. لا تهم صيغة أو شكل الصلاة، بل الأمر الأساسي هو أن نعبد الله بإخلاص بفكرنا وقلبنا. يصلّي المسيحيون عندما يلتقون مع مؤمنين آخرين في الكنيسة ومع العائلات الأخرى في البيوت وأيضاً صامتين في قلوبهم وهم متجهين إلى مكان عملهم اليومي. لدى الكثير من المسيحيين عادة قراءة جزء من الكتاب المقدس والصلاة فردياً كل يوم. وفي صلواتهم يشكرون الله على عطاياه الكثيرة، ويعترفون بخطاياهم ويطلبون الغفران، ويصلون لأجل شفاء المرضى وخلاص غير المؤمنين. إنهم يصلون أيضاً لأجل حكامهم، ولأجل سلام العالم. قال يسوع أن علينا أن نصلي دائماً. بما أن يوم الأحد كان يوم قيامة الرب يسوع المسيح من بين الأموات، لذا فكل يوم أحد هو يوم مقدس للمسيحيين. تقام العبادة في الكنائس عادة يوم الأحد، وغالباً ما تمارس أيضاً في أيام أخرى. في العبادة الكنسية يُقرأ الكتاب المقدس وترنّم التراتيل ويلقي خادم عظةً. هل أحببت أن تحضر لقاءً للعبادة المسيحية لعلّ أحداً من أصدقاءك المسيحيين يمكن أن يأخذك معه إلى الكنيسة.

الصوم:

لم يحدّد يسوع المسيح أياماً معينة أو أوقات معينة للصوم لأتباعه، ومن هنا فإن الصوم أمر اختياري لهم. على كل حال لقد أخبرهم أنهم عندما يصومون فليفعلوا ذلك لإرضاء الله وليس للحصول على مجد الناس كما يفعل المراؤون. يمتنع بعض المسيحيين عن أكل اللحم أيام الجمعة لأنه في هذا اليوم صُلِبَ المسيح. ويمتنع مسيحيون آخرون عن أكل أطعمة معينة خلال أيام الصوم التي تسبق عيد الفصح، الذي يتم فيه الاحتفال بقيامة المسيح. هذه العادات ليست كتابية ولكن كانت وسيلة روحية تساعد على الامتناع عن الشر في القول وفي الفعل. وأضيف مُذكِّراً بتعليم المسيح أن جميع الأطعمة طاهرة وشرعية. لقد قال أن ما ينجّس الإنسان ليس ما يخرج من فمه بل الشر الذي يخرج من قلبه كالزنى والسرقة والقتل والحسد والكبرياء، الخ.

الصدقة:

لم يحدّدْ يسوع جزءاً معيناً من دخل المرء أو المال ليقدِّمه المسيحيون لأجل عمل الله ولأجل الفقراء. ولكنه علّم أن كل ما نملكه يخص الله ويجب أن نستخدم أموالنا، سواء كانت قليلة أم كثيرة، بحسب توجيهات الله. ولذلك فإن المسيحيين يعبرون عن امتنانهم لله بأن يقدموا عن طيب خاطر مما ائتمنهم عليه ليدعموا رعاتهم والعمل في كنائسهم، وليساعدوا الفقراء والمرضى، ولينقلوا البشرى الحسنة بالمسيح إلى الناس الذين لم يسمعوا بها. قال المسيح أن على أتباعه أن يقدموا بسخاء ليرضوا الله، وكثيرون يقدمون عشر دخلهم لله ولكن دون أن يترقبوا مديحاً أو ثناءً أو تكريماً.

الحج:

لم يأمر يسوع المسيح أتباعه بأن يذهبوا في رحلة حج إلى أي مكان مقدس، لأن الله في كل مكان ويمكن للمرء أن يعبده في كل مكان. بعض المسيحيين يحبون أن يزوروا فلسطين ويروا الأرض التي عاش فيها يسوع، ولكن الذهاب إلى هناك ليس له أهمية دينية. إنه من غير الممكن أن نكرم جسد المسيح بزيارة قبره لأن قبره فارغ- إنه حيّ.

الأعياد:

لم يأمر يسوع بأيام عيد معينة يتوجب على أتباعه أن يحفظوها. ولكن اعتاد المسيحيون على أن يحفظوا ثلاثة أعياد هامة على الأقل، أولاً عيد الميلاد، عيد ولادة يسوع المسيح. غالبية المسيحيين يحفظون عيد الميلاد ويحتفلون به في 25 كانون الأول (ديسمبر)، ولكن البعض يحتفلون به في 6 كانون الثاني (يناير). ولكن التاريخ الدقيق لميلاد المسيح ليس معروفاً. العيد الثاني هو الفصح، الذي به يحتفل المسيحيون بقيامة يسوع المسيح من بين الأموات. تاريخ عيد الفصح مرتبط بالبدر، ويتغير من سنة إلى أخرى، ولكنه يأتي دائماً في آذار (مارس) أو نيسان (ابريل). ثم هناك عيد العنصرة عندما نتذكر عطية الروح القدس لتلاميذ المسيح، بعد سبعة أسابيع من قيامته. تلك هي الأعياد الدينية جميعها. أما عيد رأس السنة في 1 كانون الثاني (يناير)، فهو عيد مدني وليس مسيحياً.

الشعائر الدينية (الأسرار):

حدّد يسوع اثنين من الشعائر الدينية لكي تحفظها الكنيسة. الأولى هي المعمودية، التي تكلمتُ عنها للتو. وهذه هي شعيرة الدخول في عضوية الكنيسة. (انظر الفقرة 13). والثانية هي المناولة المقدسة، وتُدعى أيضاً عشاء الرب (أو العشاء الرباني). في الليلة التي سبقت صلبه، أعطى يسوع المسيح الخبز لرسله وقال لهم: "هذا هو جسدي". وأعطاهم كأساً من النبيذ قائلاً: "هذا هو دمي". استخدم يسوع الخبز والخمر كرموز لجسده ودمه. وأمر أتباعه أن يحفظوا هذه الشعيرة لذكراه. في معظم كنائس العالم تٌطاع هذه الوصية الآن. يجتمع المسيحيون في أماكن عبادتهم ويأخذ كل واحد قطعة من الخبز ورشفة من عصير العنب، متذكرين موت المسيح من أجلهم، ويقتبلون قوته بالإيمان في قلوبهم. ينال المسيحيون بركة روحية عظيمة من هذه الشعيرة المقدسة.

الزواج:

بناءً على وصية يسوع المسيح ينبغي اتحاد رجل واحد بامرأة واحدة في الزواج، وعليهم أن يحبوا بعضهم البعض وأن يخلصوا لبعضهم البعض ما حييوا. قال يسوع: "ما جمعه الله لا يفرقه إنسان". ولذلك فإن الطلاق ممنوع، سوى في حالة الزنى. كتب الرسول بولس يقول أن المحبة بين الزوج والزوجة ينبغي أن تكون مشابهة لتلك التي بين المسيح وشعبه.

لمزيد من الفائدة والإضطلاع على موضوعات مشابهة، الرجاء زيارة موقع النور.
  • عدد الزيارات: 60937