Skip to main content

ما هو الطريق إلى السلام الحقيقي؟

إلى الاخ العـزيز

كثيرون يتحدثون عن السلام في هذه الحياة فما هو الطريق إلى السلام الحقيقي؟ وكثيرون يحاولون إحلال السلام مرة بنـزع السلاح، ومرة بالصلح،ومرة ثالثة بالاتحاد معا ضد مروجي الحروب وصانعي أسلحة الدمار والفتك، ومرة أخرى نسأل:هل السلام في بقعة على هذه الأرض أو هل حل ودام؟ السلام الذي يعرفه الناس هو السلام الخارجي، السطحي، وهو عدم الحرب. وعندما تضع الحرب أوزارها يقال حل السلام في المكان، وما عدا ذلك لا يؤخذ بعين الاعتبار، فإذا حصلت سرقات أو حدث اغتصاب، أو قتل العشرات، فلا أهمية لذلك، المهم أن الحرب انتهت وهذا هو السلام. هذا المفهوم ناقص لأنه لا يصل إلى أعماق الحقيقة ولا يبحث عنها.

فهناك نوعان من السلام - سلام خارجي - وسلام داخلي.فالأول لا يتعدى عبارة أمن أي عدم الحرب. يقال ساد السلام تلك المنطقة عندما تضع الحرب أوزارها، وينصرف كل إلى شأنه. أما ما في القلوب من أحقاد ورغبة في الانتقام، أو ما يعتق النفس من آلام ومصائب نفسية وقلق واضطراب،كل ذلك أمور لا تدخل في حساب من يقول هناك سلام ولا يوجد للحرب من أثر، أما الثاني السلام الداخلي فهو المهم بالنسبة لي ولك يا صديق وإن كنت لا تعطيه إلا أهمية قليلة. إنه في الواقع أصل كل سلام،وبشكل خاص السلام الذي قلنا عنه بأنه سلام خارجي. السلام الداخلي هو السلام الحقيقي لأنه دائم ويبعث على حب الحياة ويزكي الفرح والأمل والنشاط والمحبة.

السلام الحقيقي يبدأ بالقلب لا في ساحات المعارك. السلام الحقيقي هو نـزع الأحقاد والبغضاء على مستوى كل إنسان لوحده،لا نـزع الأسلحة الذرية والهيدروجينية من أيدي الجيوش والأمم. وعندما يمتلئ القلب بالسلام الحقيقي تنـزع الأسلحة وتتوقف الحروب،وتحل المحبة مكان الحقد والضغينة والبغضاء.

السلام الحقيقي هو انتصار تلك المحبة، وسيطرتها على حياة الإنسان،ولكن ما هو الطريق إلى ذلك السلام؟ إنني كانسان مؤمن بعمل المسيح من أجلي لا أعترف بوجود طريق آخر للسلام ما عدا المسيح؟قد يقول أحدهم: إن المسيح لا يوقف الحروب ولاحمي المؤمن من الموت أو من صعاب الحياة. أقول: إن كان الإنسان شريرا فقلبه لا يعرف السلام. وما دام البشر في قبضة إبليس فلا سلام أيضا. ولكن كل مؤمن حقيقي يخبرك بأنه يفرح رغم أحزان الحياة، ولا يضطرب مهما كان سواد الأيام شديدا، ويعيش على أمل اللقاء بمن أحبه المسيح حتى لو كان في صفوف القتال الأولى حيث الموت والدمار.

إن الطريق المؤدي إلى السلام هو الطريق الذي يجعل القلب يتغير ويتبدل ويمتلئ حبا بدلا من البغض وعطفا بدل الانتقام، وحكمة بدل الجهل وتواضعا بدل الشموخ. وطول أناة بدل العجلة والتهور، ولطفا بدل الخشونة، وإيمانا بدل الكفر، ووداعة بدل الرعونة. وكيف يتغير القلب؟ بل هل يقدر أحدنا أن يبدل حياته وعاداته واستعداده الفطري والإكتسابي....؟

الجواب: نعم، إذ هناك من يغير ويبدل كل شيء إلى أفضل وخصوصا القلب الحجري – الله هو الأول والآخر، الألف والياء، كلي القدرة والكامل والسرمدي، إنه الله تعالى الذي يريد أن يبدل حياتنا بالمسيح، فهل نستجيب له ونطيع؟

وشكرا لك

لمزيد من الفائدة والإضطلاع على موضوعات مشابهة، الرجاء زيارة موقع النور.

 

  • عدد الزيارات: 6756