من هو يوحنا المعمدان؟
إلى الصديق العزيز
- يوحنا المعمدان، يطلق عليه البعض اسم "يحيى" ويلقّب أحياناً بـ "السابق" لأنه سبق المسيح ليمهّد الطريق أمامه، هو الرسول الذي أرسله الله ليجهز الطريق أمام المسيح. وهو يوحنا بن زكريا الكاهن، من فرقة أبيا وأمه من بنات هارون، وتدعى أليصابات. والمعروف عن والِدَيْ يوحنا، أنهما كانا بارّين أمام الله، سالكين في جميع وصايا الرب وأحكامه. أما يوحنا فلم يكن إنساناً عادياً، بل كان نبياً بارًّا مرسلاً من الله.
كيف كانت ولادة يوحنا المعمدان؟ وكيف نستطيع أن ندرك أنه كان رجلاً بارًّا يختلف عن غيره من الناس؟
- إن قصة ولادة يوحنا تدل على ذلك. والقصة طريفة، وربما كون نادرة فالكتاب المقدس يقول إن زكريا الكاهن أبا يوحنا، وأليصابات زوجته، كانا بارّين ولم يكن لهما أولاد. وكانت أليصابات عاقراً لم تلد أولاداً، وكانا كلاهما متقدمين في السن. وكانا يطلبان من الله أن يرزقهما طفلاً. ففي أحد الأيام بينما كان زكريا الكاهن في الهيكل ظهر له الملاك جبرائيل، فخاف زكريا. "فقال له الملاك: لا تخف يا زكريا لأن طلبتك قد سُمِعَت، وامرأتك أليصابات ستلد لك ابناً وتسمّيه يوحنا. ويكون لك فرح وابتهاج، وكثيرون سيفرحون بولادته، لأنه يكون عظيماً أمام الرب، وخمراً ومسكراً لا يشرب، ومن بطن أمه يمتلئ من الروح القدس. ويردّ كثيرين من بني إسرائيل إلى الرب إلههم، ويتقدّم أمامه بروح إيليا وقوّته، ويرد قلوب الآباء إلى الابناء، والعصاة إلى فكر الأبرار، لكي يهيء للرب شعباً مستعداً" (لوقا 13:1-17).
أين كان يسكن يوحنا المعمدان؟
- لا نعرف الكثير عن حياة يوحنا الأولى. كل ما نعرفه عنه أنه "كان ينمو ويتقوّى بالروح، وكان في البراري إلى يوم ظهوره" (لوقا 80:1). وجاءته كلمة الله وهو يعيش في برية خربة ممتدة من أريحا ووادي الأردن جنوباً، حتى شواطئ البحر الميت.
كان يوحنا المعمدان يعيش في البرية عيشة التقشّف والبساطة والزهد، فكان يلبس وبر الجمال، ويضع على حقويه منطقة من جلد، وكان طعامه جراداً وعسلاً برياً (متى 3). أما عمل يوحنا فكان روحياً صرفاً، ويتلخص في الدعوة للتوبة. فكان عليه أن يمهّد الطريق أمام المسيح بأن يكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا. وقد أشار زكريا الكاهن في أيام طفولة يوحنا إلى المستقبل الذي كان ينتظره، معتمداً على قول الملاك جبرائيل "وأنت أيها الصبيّ نبيّ العليّ تُدعى، لأنك تتقدم أمام وجه الرب لتعدّ طرقه". وكانت خدمة يوحنا المعمدان تتمة لما ورد عنه في إحدى نبوات العهد القديم القائلة: "ها أنذا أرسل ملاكي فيهيئ الطريق أمامي، ويأتي بغتة إلى هيكله السيد الذي تطلبونه، وملاك العهد الذي تسرّون به، هوذا يأتي قال رب الجنود" (ملاخي 1:3). وكما قال إشعياء في نبوته عن يوحنا: "صوتُ صارخٍ في البريّة: أعدّوا طريق الرب، قوّموا في القفر سبيلاً لإلهنا" (إشعياء 3:40). كانت رسالة يوحنا أن يعلن عن مجيء المسيح بقوله: "توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السماوات" (متى 2:3).
ماذا كانت شهادة المسيح عن يوحنا وعن عمله؟
- كان المسيح فخوراً بيوحنا وأعماله، وقال عنه إنه أعظم من نبي، وقال عنه أيضاً: "الحق أقول لكم لم يَقُمْ بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان" (متى 11:11).
كيف انتهت حياة يوحنا؟
- انتهت حياته بفصل رأسه عن جسده لأنه وبّخ الملك هيرودس حاكم بلاده، فلسطين، لزواجه من هيرود يّا زوجة أخيه فيلبس زواجاً غير شرعي، ولآثام كثير ارتكبها ذلك الحاكم. وهكذا انتهت حياة يوحنا البارّ، الذي مهّد الطريق للمسيح ودعا الناس للتوبة، والذي كان يعمدهم، فسُمّي لهذا بيوحنا المعمدان.
مع تحيات قاسم ابراهيم
- عدد الزيارات: 26182