Skip to main content

القسم الثالث

"أومن بالروح القدس،
وبالكنيسة المقدّسة الجامعة،
وبشركة القدّيسين، ومغفرة الخطايا،
وبقيامة الموتى، وبالحياة الابدية".

في هذا النص من قانون الإيمان نقر بالقضايا التالية كأمور جوهرية في العقيدة المسيحية:

الإيمان بالروح القدس الأقنوم الثالث من الثالوث المقدّس.

الكنيسة المقدّسة الجامعة.

القيامة والحياة الأبدية.

الروح القدس

لا نقصد بالروح القدس الروح المخلوق، بل الروح الأزلي، روح الله. فهو جوهر الله. هو الله جلّ شأنه، (أعمال 5:3 و 4، 1كورنثوس 3:16). وأقنوم الروح ليس بخيال بل هو كيان مميز عن الآب والابن، بيد أنه غير منفصل عن الله، وكما أن روح الإنسان هو كيانه في الصميم أي جوهره بالذات، كذلك روح الله هو الله ذاته أي الله في صميم كيانه أو جوهره بالذات. إن الله حاضر في العالم من خلال روحه، ويعمل في نظام خليقته بواسطة روحه (تكوين 1:2، إشعياء 48:16، 63:6 و 10) كما أنه هو الذي يقود ويدفع خدامه بواسطة الروح القدس ليعلنوا رسالته لعباده، وذلك مصداقاً لقول الكتاب المقدّس: "لِأَنَّهُ لَمْ تَأْتِ نُبُوَّةٌ قَطُّ بِمَشِيئَةِ إِنْسَانٍ، بَلْ تَكَلَّمَ أُنَاسُ اللّهِ الْقِدِّيسُونَ مَسُوقِينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ" (2 بطرس 1:21).

كما أنّ الروح القدس هو الذي يحرك القلوب للإيمان، ويمنح المؤمن قوة عمل المعجزات والتنبُّؤ (أعمال 19:6) ويعطي المصلي ما ينبغي أن يصليه، ويمنح المواهب الروحية المتعددة لكنيسة المسيح (1كورنثوس 12: 4-12)، وهو الذي يبكت ضمائر الخطاة ويدفعهم الى التوبة ويحرك في أعماقهم الدافع لقبول الإعلان الإلهي، ويمنح المطيعين لصوته حياة روحية طاهرة تنسجم وروح الله، (يوحنا 16:8، و غلاطية 6: 16-25)،كما وأنه ينمي مفعول كلام الله في الناس كي يدركوا مقاصده تعالى في حياتهم ويستنيروا بنور هديه. وهو الذي وبيده الحكمة يؤتيها من يطلبها. ويسكب المحبة في قلوب المؤمنين ويعطيهم القوة والغلبة على الشر المحيط بهم، وينصرهم على سلطان إبليس. وهو الذي يقدّس ويطهّر الى التمام، فهو كالبوتقة التي ينصهر فيه المؤمن فيظهر بريق ولمعان الله فيه.

الإنسان لا يستطيع أن يدرك الله بعقله ولا باعتماده على فهمه، لأنّه محدود. لكن الروح القدس هو الذي ينير عقولنا وينزع الظلمة من أفئدتنا والغشاوة عن عيوننا. فنستنير بقبسات من نوره. وهذا العمل لا يستطيعه أي مخلوق، ملاكاً كان أم بشراً، إلا الله وحده. ولا يمكن على الإطلاق أن يكون الروح القدس إشارة إلى أي إنسان كان، إلا إلى الله وحده.

فاسمع ما يقوله الروح القدس عن ذاته: "أُمُورُ اللّهِ لَا يَعْرِفُهَا أَحَدٌ إِلَّا رُوحُ اللّهِ. وَنَحْنُ لَمْ نَأْخُذْ رُوحَ الْعَالَمِ، بَلِ الرُّوحَ الَّذِي مِنَ اللّهِ، لِنَعْرِفَ الْأَشْيَاءَ الْمَوْهُوبَةَ لَنَا مِنَ اللّهِ، الَّتِي نَتَكَلَّمُ بِهَا أَيْضاً، لَا بِأَقْوَالٍ تُعَلِّمُهَا حِكْمَةٌ إِنْسَانِيَّةٌ، بَلْ بِمَا يُعَلِّمُهُ الرُّوحُ الْقُدُسُ، قَارِنِينَ الرُّوحِيَّاتِ بِالرُّوحِيَّاتِ. وَلكِنَّ الْإِنْسَانَ الطَّبِيعِيَّ لَا يَقْبَلُ مَا لِرُوحِ اللّهِ لِأَنَّهُ عِنْدَهُ جَهَالَةٌ، وَلَا يَقْدِرُ أَنْ يَعْرِفَهُ لِأَنَّهُ إِنَّمَا يُحْكَمُ فِيهِ رُوحِيّاً" (1 كورنثوس 2:11-14).

كما أنّ الروح القدس هو المعلم الأكبر في كنيسة المسيح عبر العصور والأزمان، حسب وعد المسيح لاتباعه: "وَأَمَّا الْمُعَزِّي، الرُّوحُ الْقُدُسُ، الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الْآبُ بِاسْمِي، فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ" (الانجيل حسب البشير يوحنا 14:26)، وبدون الروح القدس لا يقدر إنسان ما أن يقول إن يسوع المسيح هو رب (1كورنثوس 12:3).

ثم أنّ الروح القدس المنبثق من الآب يشهد لعمل المسيح، فنقرأ قول المسيح لتلاميذه: "وَمَتَى جَاءَ الْمُعَزِّي الَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُمْ مِنَ الْآبِ، رُوحُ الْحَقِّ، الَّذِي مِنْ عِنْدِ الْآبِ يَنْبَثِقُ، فَهُوَ يَشْهَدُ لِي. وَتَشْهَدُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً لِأَنَّكُمْ مَعِي مِنَ الِابْتِدَاءِ" (الانجيل حسب البشير يوحنا 15:26). فواضح من هنا أنّ الروح القدس هو روح وليس بملاك ولا بشر، بل هو روح منبثق من الله الآب، به يعبر الآب والابن عن نفسيهما ويعاملان البشر من خلاله، وبواسطته يتحد الله بالإنسان والإنسان بالله، فالروح القدس هو الله الذي كلم الإنسان بواسطة الأنبياء وكلم الإنسان بالمسيح، فهو الشاهد في الإنسان المؤمن لله، وهو الذي يقود الإنسان ليعمل ما يرضي الله، وهو ليس بقوة يكتسبها الإنسان المؤمن ليقوم ببعض الأفعال، بل هو قوة الله تملك المؤمن وتقوده لفعل مرضاة الله.

الكنيسة المقدّسة الجامعة

الكنيسة كلمة مأخوذة عن السريانية "كنوشتا" والتي تعني مجمعاً. أما الكلمة المستخدمة في العهد الجديد (الإنجيل) فهي الكلمة اليونانية "إكليزيا" وتعني جماعة مواطنين يونان انتدبتهم الحكومة ليكونوا مسؤولين عن قرارات سكان المدينة بأسرها. وقد اختار المسيحيون الأوائل هذا الاسم لأنفسهم، لأنّه يناسب وضعهم ومسؤولياتهم، ولكي لا يجد اليونانيون صعوبة في فهم قصدهم وتجنّباً من أن يسيء أعداؤهم فهمهم، فينعتونهم بما ليس فيهم.

والمسيحيون مدعوون من الظلمة إلى النور، ومحررون من قبضة إبليس والموت الأبدي، ومدعّوون إلى الطهارة والعفة والقداسة والحرية ثم الحياة الأبدية. فهم ملح الأرض ونور العالم كما وصفهم المسيح.

كما أنّ كلمة "كنيسة" لم تُستعمل بوضوح في العهد الجديد للدلالة على المبنى الذي يجتمع فيه المسيحيون لممارسة فريضة العبادة. وبالمكان الذي يجتمع فيه الناس لمناقشة القرارات السياسة، أو اللقاءات كما هو الحال والأندية، بل هو جمع من المؤمنين تربطهم وحدة الإيمان وعبادة الصمد.

وهذه الكنيسة تتألف من كل الذين قبلوا المسيح رباً وفادياً لهم من الموت الأبدي. وكل مؤمن بالمسيح يعتبر عضواً فيها وجزءاً لا يتجزأ منها، لأنّها مؤلفة من المؤمنين المفديين بدم المسيح المسفوك من أجلهم على الصليب. وهي بكاملها جسد المسيح. ومثلما تكمل الأعضاء بعضها البعض، هكذا المؤمنون بالمسيح يؤلفون وحدة كاملة.

وهذه الجماعة أو الكنيسة لها مهمتها ومسؤوليتها التي عيّنها لها الرب. فهي مطالبة بنشر الدعوة بين الشعوب والأمم كي يتمّجد اسم الله الذي دعاها، وذلك حسب وصية المسيح لها: "اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالْإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا" (الانجيل حسب البشير مرقس 16:15).

كما يجب أن تكون المحبة الرباط الذي يشدّ كل عضو نحو الآخر. فهي أيضاً العلامة المميزة للكنيسة، التي أوصى بها يسوع أتباعه قائلا: "وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضاً بَعْضُكُمْ بَعْضاً. بِهذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلَامِيذِي: إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضاً لِبَعْضٍ" (الانجيل حسب البشير يوحنا 13:34-35).

والجماعة المسيحية مطالبة أيضاً بالشركة والوحدة وممارسة العبادة الجماعية. فليست الكنيسة فرداً بل جماعة، لذا فالعبادة الجماعية أمر مهم لا مفر منه. والمؤمن الحق هو الذي لا يفرط ولا يقلل من أهمية العبادة الجماعية والشركة مع أعضاء آخرين في الجسد الواحد، لأنّ كل فرد من أفراد الكنيسة هو كالحجر في البناء الواحد. كما أنّ الرب أعطى لكل مؤمن به موهبة يقوم بها داخل الكنيسة. والمواهب متعددة وكلها لغاية واحدة وهدف واحد هو تمجيد اسم الله. ولا توجد في الكنيسة المسيحية موهبة أفضل من الأخرى، لأنّ لجميعها هدفاً واحداً، وهي معطاة من الرب الواحد لتمجيد اسمه. والروح القدس يقسم لكل واحد هذه المواهب، بمفرده، كما يشاء.

وليس المؤمن المسيحي هو ذلك الشخص المعصوم من الخطأ والخطية، بل إنّه دوماً معرّض للخطأ والزلل. ولو أنّ هذا لا يعني أنّه ميال للخطية أو يتساهل معها، بل أنّ الطبيعة الجديدة فيه تشمئز من فعل الشر وكل أصناف الرذيلة. وإذا ما سقط وزلّ، فعليه فوراً القيام والاعتراف أمام الرب بخطئه والتوبة الصادقة. وإذا اقترف أية خطيئة ضد أي إنسان فعليه أن يطلب الصفح أولاً من الشخص الذي أخطأ إليه ثم من الله. والمسيحي المؤمن الصادق هو ذاك الذي يحتاج إلى الغفران كل يوم لأنّه: "إِنْ قُلْنَا إِنَّهُ لَيْسَ لَنَا خَطِيَّةٌ نُضِلُّ أَنْفُسَنَا وَلَيْسَ الْحَقُّ فِينَا. إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ" (1 يوحنا 1:8-9).

القيامة والحياة الأبدية

الكتاب المقدّس هو وحي الله، وعليه نعتمد فيما يتعلّق بالقيامة والخلود. وهو يعلّمنا أنّه توجد قيامة وحياة بعد الموت، وأنّه في ذلك اليوم سيقوم الأبرار والأشرار، وتقدّم كل نفس حساباً عما فعلت، فيكون الوعد للأبرار والوعيد للأشرار، كما أعلن ذلك المسيح يسوع له المجد حين قال: "وَمَتَى جَاءَ ابْنُ الْإِنْسَانِ فِي مَجْدِهِ وَجَمِيعُ الْمَلَائِكَةِ الْقِدِّيسِينَ مَعَهُ، فَحِينَئِذٍ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ. وَيَجْتَمِعُ أَمَامَهُ جَمِيعُ الشُّعُوبِ، فَيُمَيِّزُ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ كَمَا يُمَيِّزُ الرَّاعِي الْخِرَافَ مِنَ الْجِدَاءِ، فَيُقِيمُ الْخِرَافَ عَنْ يَمِينِهِ وَالْجِدَاءَ عَنِ الْيَسَارِ. ثُمَّ يَقُولُ الْمَلِكُ لِلَّذِينَ عَنْ يَمِينِهِ: تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي، رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ. "ثُمَّ يَقُولُ أَيْضاً لِلَّذِينَ عَنِ الْيَسَارِ: اذْهَبُوا عَنِّي يَا مَلَاعِينُ إِلَى النَّارِ الْأَبَدِيَّةِ الْمُعَدَّةِ لِإِبْلِيسَ وَمَلَائِكَتِهِ... فَيَمْضِي هؤُلَاءِ إِلَى عَذَابٍ أَبَدِيٍّ وَالْأَبْرَارُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ" (الانجيل حسب البشير متى 25:31-34 و 41 و 46).

فمن هنا يتبيّن لنا أنّه في ذلك اليوم العسير، سيكون الجزاء للابرار والعقاب للأشرار الذين رفضوا المسيح يسوع المخلّص الذي بيده ستكون الدينونة، إذ نقرأ في الإنجيل: "لأَنَّ الْآبَ لَا يَدِينُ أَحَداً، بَلْ قَدْ أَعْطَى كُلَّ الدَّيْنُونَةِ لِلِابْنِ، لِكَيْ يُكْرِمَ الْجَمِيعُ الِابْنَ كَمَا يُكْرِمُونَ الْآبَ. مَنْ لَا يُكْرِمُ الِابْنَ لَا يُكْرِمُ الْآبَ الَّذِي أَرْسَلَهُ" (الانجيل حسب البشير يوحنا 5:22-23).

والقيامة، كما ذكرها الوحي المقدّس، تختلف كلياً عن تعليم الفلاسفة اليونان أمثال أفلاطون الذي أقرّ بخلود النفس بعدما تتحرّر من سجن الجسد. وكذلك عن تعاليم بعض الفلاسفة المسلمين أمثال الفارابي الذي كان متأثراً بالفكر اليوناني وخاصة بفكر أفلاطون وأفلوطين، عندما قال بعدم بعث الأجساد، لأنّ الجسد هو من عالم العناصر فيبقى فيه، والخلود يكون فقط في عالم العقول المفارقة. كما أنّ تلميذه ابن سينا يتفق مع معلمه الفارابي بعدم بعث الأجساد. ولكنّه يلطف من حدة قول الفارابي بخلود الأنفس العالمة فقط. لقد اعتبر ابن سينا النفس البشرية خالدة بطبيعتها لأنّها جوهر روحاني بسيط، إذ أنّها تستطيع أن تدرك الماهيات، والماهيات بسيطة. هذا ما وصل إليه الفكر الفلسفي بالنسبة للقيامة.

أما بالنسبة للدينونة فقد اتفق ابن سينا مع الفارابي بسعادة الأنفس العالمة، وشقاء الأنفس الجاهلة. والسعادة ستكون بتأمل الحقائق الأزلية في العقل الفعال. والشقاء سيكون بشعور هذه الأنفس بأنّها بعيدة عن هذه الحقائق وعن مصدرها. أما الوحي المقدّس فهو يحدثنا عن قيامة الأجساد، التي ستكون روحانية، فنقرأ قول بولس الرسول: "لكِنْ يَقُولُ قَائِلٌ: "كَيْفَ يُقَامُ الْأَمْوَاتُ، وَبِأَيِّ جِسْمٍ يَأْتُونَ؟"... وَلكِنَّ اللّهَ يُعْطِيهَا جِسْماً كَمَا أَرَادَ. وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَ الْبُزُورِ جِسْمَهُ... ‚هكَذَا أَيْضاً قِيَامَةُ الْأَمْوَاتِ: يُزْرَعُ فِي فَسَادٍ وَيُقَامُ فِي عَدَمِ فَسَادٍ. يُزْرَعُ فِي هَوَانٍ وَيُقَامُ فِي مَجْدٍ. يُزْرَعُ فِي ضُعْفٍ وَيُقَامُ فِي قُوَّةٍ. يُزْرَعُ جِسْماً حَيَوَانِيّاً وَيُقَامُ جِسْماً رُوحَانِيّاً. يُوجَدُ جِسْمٌ حَيَوَانِيٌّ وَيُوجَدُ جِسْمٌ رُوحَانِيٌّ... ‚الْإِنْسَانُ الْأَوَّلُ (آدم) مِنَ الْأَرْضِ تُرَابِيٌّ. الْإِنْسَانُ الثَّانِي (يسوع) الرَّبُّ مِنَ السَّمَاءِ. كَمَا هُوَ التُّرَابِيُّ هكَذَا التُّرَابِيُّونَ أَيْضاً، وَكَمَا هُوَ السَّمَاوِيُّ هكَذَا السَّمَاوِيُّونَ أَيْضاً. وَكَمَا لَبِسْنَا صُورَةَ التُّرَابِيِّ سَنَلْبَسُ أَيْضاً صُورَةَ السَّمَاوِيِّ" (1 كورنثوس 15:35 و 38، 42-44، 47-49).

والدينونة بحسب ما جاء في الكتاب المقدّس لن تكون مجرد شعور الأنفس الشقية ببُعدها عن الله، بل سيكون هناك عذاب أليم بعد أن يقف الجميع أمام الديّان. "لِأَنَّهُ لَا بُدَّ أَنَّنَا جَمِيعاً نُظْهَرُ أَمَامَ كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ، لِيَنَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مَا كَانَ بِالْجَسَدِ بِحَسَبِ مَا صَنَعَ، خَيْراً كَانَ أَمْ شَرّاً" (2 كورنثوس 5:10).

فالعدالة الإلهية ستطلب دينونة كل شخص رفض كفارة المسيح واستهان بعمل الفداء. فهؤلاء سيكون جزاؤهم عذاباً أليماً وسيتعذبون في الجحيم. أما الذين قبلوا خلاص الله الذي أعدّه لهم في المسيح يسوع فلهم ميراث أبدي لن يفنى وسيسعدون في عالم الخلود، إنما هذه السعادة لا تُقارن بالسعادة الأرضية ولا بالأمور المادية الفانية كما هو الحال في عالمنا الأرضي، لأن عالم الروح غير عالم المادة الفانية، والدينونة العتيدة كذلك لا تُقارن بآلام الزمن الحاضر ولا بالعالم المادي الفاني المعرض للزوال والإندثار. 

لمزيد من الفائدة والإضطلاع على موضوعات مشابهة، الرجاء زيارة موقع النور.
  • عدد الزيارات: 3415