Skip to main content

كيف تم الخلق وما هو عمر الكون؟

الأخ الفاضل

تحياتنا وسلامنا، راجين من الله أن تكون بخير … وبعد …

وصلتنا رسالتك والتي تسأل فيها عن الخليقة، وعمر الأرض. ونحن نشجع روح البحث التي لديك للوصول إلى الحقيقة التي لا تستريح نفس الإنسان بدونها. ويسرنا أن نجيبك فيما يلي:

نبدأ بالقول بأن الكتاب المقدس ليس هو بكتاب علمي، بل هو كتاب روحي موحى به من الله، هدفه بيان خطة الله لخلاص الإنسان. ولكنه في نفس الوقت في غاية الدقة ولا يتعارض مع العلم الحقيقي الثابت. وكم من الأمور قال العلماء أنها حقائق ثابتة، ثم تبين فيما بعد أنها ليست كذلك بتقدم البحث العلمي.

تبدأ الكلمات الأولى في الكتاب المقدس بالقول "في البدء خلق الله السموات والأرض" (سفر التكوين 1:1). والتعبير "في البدء" يعني الأزل السحيق الذي لا بداية له بمقاييس البشر، لأن الله جلت قدرته أزلي، لا تستطيع عقولنا البشرية المحدودة أن تحصر وجوده ببدء معين في لحظة معينة. وبالتالي، فإن البدء السحيق منذ الأزل والذي فيه خلق الله السموات والأرض، لا نستطيع إدراكه ولا التعبير عنه بأرقام محدودة حتى ولو كانت بملايين أو مليارات السنين.

ثم تقول الآية الثانية من سفر التكوين "وكانت الأرض خربة وخالية، وعلى وجه الغمر ظلمة". يعقد كثير من المفسرين أن الله لا يمكن أن يخلق شيئا خربا بل خليقته جميلة رائعة، كما سنرى عند الحديث عن العصر الآدمي. ولذا يقول المفسرون، أن خليقة البدء كان بها من الكائنات والمخلوقات الضخمة التي ليس لها وجود في عصرنا الآدمي، (مثل الديناصورات)، إذ لم يكن للإنسان إمكانية أن يتعايش مع هذه المخلوقات. ونظرا لأن الله، كلي العلم والحكمة، علم مسبقا بأن العصر الآدمي سيحتاج إلى مواد عضوية معينة مثل الكربون والبترول والآزوت … الخ، فقد أوجد ظاهرة ما، لا تستطيع عقولنا البشرية أن تتخيلها، وإن كان العلماء يطلقون عليها أحيانا "نظرية الانفجار العظيم". هذه الظاهرة كان من شأنها أن تنهي وجود هذه الكائنات، وتدفنها في أعماق التربة، لتتحول عبر ملايين وربما مليارات السنين إلى تلك المواد العضوية التي يحتاجها العصر الآدمي. وهذا ما يفسر ما يجده العلماء من حفريات ترجع إلى عصور سحيقة.

تبدأ الآية الثالثة "وقال الله ليكن نور، فكان نور". وهنا كانت بداية عصر الخليقة الآدمية، والتي يحددها الكتاب المقدس بستة أيام. وتوّج الله هذه الخليقة في اليوم السادس بخلق أبونا آدم وأمنا حواء. انطلاقا من هذه النقطة، بدأ الكتاب المقدس يتحدث بتفصيل أكثر، لأن هذا هو هدفه.. الإنسان، وخطة الله من أجله. وهكذا نرى أنه لا تناقض بين ما يقوله العلماء عن عمر الأرض، وعمّا يرويه الكتاب المقدس عن أحداث الخليقة.

حقيقة أن العلم قد تطور بصورة مذهلة في المائة سنة الأخيرة. ولكن، للأسف، ظل الإنسان كما هو، منذ آدم، وحتى يومنا هذا، خاطئا، يحتاج إلى مبادرة الله ومحبته ونعمته من أجل خلاصه.

دمت في رعاية ومحبة الله.

قاسم ابراهيم

لمزيد من الفائدة والإضطلاع على موضوعات مشابهة، الرجاء زيارة موقع النور.

 

  • عدد الزيارات: 7108