Skip to main content

يسوع المسيح

الأَصْحَاحُ الخَامِسُ عَشَرَ

1أنَا الكرمةُ الحقيقيَّةُ وأبِي الكرَّامُ. 2كلُّ غصنٍ فيَّ لا يَأتِي بثمرٍ يَنـزعُهُ. وكلُّ ما يَأتِي بثمرٍ ينقِّيهِ ليأتِيَ بثمرٍ أكثرَ. 3أنتُمْ الآنَ أنقياءُ لسببِ الكلامِ الذي كلَّمْتُكُمْ بِهِ. 4اثبتُوا فيَّ وأنا فيكم. كمَا أنَّ الغصنَ لا يقدرُ أن يأتيَ بثمرٍ من ذاتِهِ إنْ لم يثبتْ في الكرمةِ كذلكَ أنتم أيضاً إن لم تثبتُوا فيَّ. 5أنا الكرمةُ وأنتم الأغصانُ. الذي يثبتُ فيَّ وأنا فيهِ هذَا يأتِي بثمرٍ كثيرٍ. لأنكم بدوني لا تقدرونَ أنْ تفعلُوا شيئاً. 6إنْ كانَ أحدٌ لا يثبتُ فيَّ يُطرحُ خارجاً كالغصنِ فيجفُّ ويجمعونَهُ ويطرحونَهُ في النارِ فيحترقُ. 7إنْ ثَبَتُّمْ فيَّ وثبتَ كلامِي فيكُم تطلبونَ ما تُريدونَ فيكونَ لكُمْ. 8بهذَا يتمَجَّدُ أبي أنْ تأتُوا بثمرٍ كثيٍر فتكونونَ تلاميذِي. 9كما أحبَّني الآبُ كذلكَ أحببتُكُم أنا. اثبتُوا في محـبَّتي. 10إن حَفِظتُمْ وصايايَ تثبتونُ في محبتي كمَا أني أنا قد حَفِظْتُ وصايَا أبي وأثبُتُ في محبَّتِهِ. 11كلَّمتُكُم بهذَا لكي يَثْبُتَ فرحِي فيكُم ويُكْمَلُ فرحُكُم.

12هذِهِ هيَ وصيتي أنْ تحبُّوا بعضُكُم بعضاً كمَا أحببتُكُم. 13ليسَ لأحدٍ حبٌّ أعظمَ منْ هذَا أنْ يضعَ أحدٌ نفسَهُ لأجلِ أحبائِهِ. 14أنتم أحبائي إنْ فعلتُم
---------------------------

(29:14 تكملة) والرب لا يشارك مجده مع أي إنسان مهما كان. أما المسيح فقد تكلم عن المستقبل والسرائر وكأنه هو الذي خطط مجرى الأحداث وقولب التاريخ وصمم حياة الجنس البشري، لذلك استطاع أن ينسب النبوات لنفسه. فكل أعماله وأقواله نتجت بقصد واحد ألا وهو الدلالة الواضحة على حقيقة لاهوت الرب يسوع المسيح.

---------------------------

(13:15) يقول المعترض كيف يعاقب الله المسيح بالصلب لأجل خطايا البشر؟ الله لا يميت الآباء من أجل خطايا البنين ولا يقتل الأبناء نتيجة لخطايا الآباء (2ملوك 6:4). فحكم الموت ذاك لم ينـزل وكأنه النتيجة الطبيعية المحتومة على المسيح لأجل خطايا الإنسان، وكأنه استحق الموت حكما، مع أن حكم الموت ذاك قد صدر على الناس أنفسهم ووقع عليهم استحقاقا لخطاياهم. أما الرب يسوع المسيح الذي لم يعرف خطية ولم يكن في فمه غش، ولم يكن للخطية أي ممسك فيه أو مطلب ضده، تطوَّع اختياريا وبطيبة خاطر، حبا منه لبني البشر، كي يقدم جسده ذبيحة بديلية عنا، إذ قام مقامنا وحل محلنا ودفع ديننا إذ مات من أجلنا مع أننا لا نستحق مثل تلك المحبة ومثل ذلك البديل ؛ وهذا إطلاقا لأقصى درجات المحبة الإلهية العملية.

ما أوصيكُمْ بهِ. 15لا أعودُ اسمِّيكُمْ عبيداً لأنَّ العبدَ لا يعلمُ ما يعملُ سيِّدُهُ. لكني قد سمَّيْتُكُم أحِبَّاءَ لأني أعْلَمْتُكُم بكلِّ ما سمعتُهُ من أبِي. 16ليسَ أنتم اخترتموني بل أنا اخترتُكُم وأقمتُكُم لتذهبُوا وتأتُوا بثمرٍ ويدومَ ثمرُكُم. لكي يعطِيَكُمُ الآبُ كلَّ ما طلبتُمْ باسمي. 17بهذَا أوصيكُم حتّى تحبُّوا بعضُكُم بعضاً.

18إن كانَ العَالم يبغضُكُم فاعلمُوا أنَّهُ قد أبغضني قَبْلَكُم. 19لو كُنْتُمْ من العَالم لكانَ العالمُ يحبُّ خاصَّتَهُ. ولكن لأنكُم لستُمْ من العَالم بل أنا اخترتُكُم من العَالم لذلكَ يبغضُكُم العَالمُ. 20اذكرُوا الكلامَ الذي قلتُهُ لكم ليسَ عبدٌ أعظمَ من سيِّدِهِ. إن كانُوا قد اضطهدوني فسيضطهدونَكُم. وإن كانُوا قد حفظُوا كلامِي فسيحفظونَ كلامَكُم. 21لكنهم إنما يفعلونَ بكُمْ هذَا كلَّهُ من أجلِ اسمِي لأنهمْ لا يعرفونَ الذي أرسَلني. 22لوْ لمْ أكنْ قدْ جئتُ وكلَّمْتُهُم لم تكنْ لهم خطيةٌ. وأما الآنَ فليسَ لهم عذرٌ في خطيَّتِهِم.

--------------------------

(22:15) دخلت الخطية الى العالم عندما أخطأ آدم وحواء “فأزلهما الشيطان” (البقرة 34). أي ان بني البشر قد ورثوا خطية آدم. ولكن بعض المعترضين ضد التعليم المسيحي هذا قالوا لا يمكن ان يرث الإنسان خطية إنسان آخر ولو كان آدم. وتابعوا يقولون: “إن بتر الإنسان يده لا يلد ولدا مقطوع اليد، وكذلك آدم عندما أخطأ لم يلد أولادا خطاة، بل كل إنسان يحمل خطية نفسه.” إن تمعنت بالمثل المُعطى تجد انه فكر خاطئ مبني على أسس واهية ومنطق مغلوط. صحيح الأبتر لا يلد أبتر، لأن الإعاقة هنا هي إعاقة خارجية. ولكن عندما يكون سبب العيب او النقيصة سببا داخليا في مجرى الدم أو في الأعضاء الوراثية، تجد ان المولود يأتي الى هذا العالم وارثا أمراض الوالدين ونقائصهم. مثلا، الطفل الذي يولد لأبوين مدمنين على المخدرات، يولد في عالمنا هذا مدمنا على المخدرات كأبويه. والذي يولد لأبوين مصابين بالسيدا (AIDS) يفتح عينيه عند الولادة كشخص مبتلٍ بمرض والديه. وهكذا الخطية: هي مرض عضال داخلي تُفعم القلب وتُعجز النفس. دَخَلَت في آدم وحواء ولوثت مجرى دمائهما وسودت قلبيهما فأورثا بليتهما لذريتهما. وسادت الخطية على نفوس البشر حتى أن الشر أصبح الطبيعة السائدة في نفس الإنسان. لذلك قال القرآن: “إن النفس لأمّارة بالسوء” (يوسف 53). قالها هنا بالتضخيم كي يؤكد أن سيئات الإنسان بالطبيعة هي أكثر جدا من حساناته وتفوق دائما على بره في كل حين. وحالة مثل هذه تُلزم هلاك الإنسان لتفي بعدالة الله، أو تُلزم مجيء مخلص مؤهل ليفتدي الإنسان ويكفر عن خطاياه ويعطيه خلاصا أبديا. وهنا نجد أن محبة الله قد ألزمت مجيئه إلى العالـم ليكون مخلص العالم. لذلك هل بإمكانك أن تتصور مدى احتدام غضب الله على جميع الذين يصرون على رفض محبته بعدما أظهر نفسه بآيات وقوات عظيمة ليؤكد عمله الكفاري لأجل صالح الإنسان؟ لا تنسَ أن المسيح “الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلا لله لكنه أخلى نفسه آخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس وإذ وُجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب."(يتبع)

23الذي يبغضُني يبغضُ أبِي أيضاً. 24لو لم أكُنْ قد عمِلْتُ بينهم أعمالاً لم يعملْهَا أحدٌ غيري لم تكنْ لهم خطيةٌ. وأما الآنَ فقد رأَوا وأبغضُوني أنا وأبي. 25لكن لكي تَتِمَّ الكلمةُ المكتوبةُ في ناموسِهِم إنهم أبغضونِي بلا سببٍ.

26ومتَى جاءَ المعزِّي الذي سأرسلُهُ أنا إليكم من الآبِ روحُ الحقِّ الذي من عندِ الآبِ ينبثقُ فهوَ يشهدُ لي. 27وتشهدُونَ أنتُمْ أيضاً لأنكُمْ مَعِي من الابْتِدَاء. 

لمزيد من الفائدة والإضطلاع على موضوعات مشابهة، الرجاء زيارة موقع النور.
  • عدد الزيارات: 1921