لقد تم الخلاص للعالم أجمع
إن بعض الاديان تُعلِّم أن الخلاص يتوقف على الأعمال البشرية وبعضها الآخر يعلم أن الحسنات يذهبن السيئات. ومعظمها تحمل الإنسان ما لا طاقة عليه. أما التاريخ والواقع فيثبتان أن الإعلان الإلهي في التوراة والإنجيل على حق: »ليس أحد صالح ولا واحد«. ومن يعلم غير هذا التعليم لا ولن يعرف الله وجوهره. إنه وحده القدوس الطاهر المحب. فأفضل أفعالنا وفضائلنا وحسناتنا تظهر حياله تعالى ملوثة بالأنانية. وكل من يقول إنه لا يخطئ فهو مخطئ ويجعل الله كاذباً.
هل تعلم أيها الأخ الكريم أن كل خطية مستوجبة موت الخاطئ مباشرة؟ فكل إنسان محكوم عليه بالموت والإعدام والهلاك. ليس أحد باراً مستحقاً الحياة والبقاء. الكل موضوع للزوال والفناء كما نقرأ في الإنجيل المقدس: »أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ« (رومية 6:23).
ولكن الله المحب الرحوم الرؤوف أخرّ غضبه ولم يبد العصاة حسب عدله بل أعطى للخليقة الساقطة فرصة ذهبية وأرشد الأتقياء إلى سر الذبائح والقرابين فكان على كل مذنب أن يأتي إلى المذبح حيث يضع يده على رأس الذبيحة معترفاً أمام الله بخطيئته رمزاً أن الخطية تجري على رأس البديل الذي ذبح نيابة عن الخاطئ محترقاً على المذبح كما يقول الوحي: »بِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لَا تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ« (عبرانيين 9:22).
وكما كانت الذبيحة تحترق على المذبح في لهب النار، هكذا كان ينبغي أن يدرك الخاطئ أن نصيبه هو نار جهنم، لو لم يمت الذبيح عوضاً عنه. فالعهد القديم كله كان مبنياً على الذبائح الدموية المقدمة ليلاً ونهاراً، لأنه بدون مصالحة، لا مغفرة ولا حياة. وعرف أهل التوراة من النبوات الحاصلة أن كل الذبائج ما هي إلا رموزاً تشير إلى ما يأتي بعدها لأنها في ذاتها لا تكفي متطلبات بر الله وعظمته وحتى ذبح أفراد من البشر كان رجساً أمام الله. مع العلم أنه حتى أفضل إنسان لا يقدر أن يكفر عن غيره من البشر.
فعيّن الله من الأزل حملاً طاهراً ليرسله إلى الأرض يكون مستحقاً أن يرفع خطية العالم، ويحترق عوضاً عن جميع الناس، في لهيب غضبه العادل. وهذا الحمل الإلهي هو السيد المسيح الذي جاء رحمة للعالمين، ونعمة لكل الذين يقبلونه.
لقد كان إنساناً حقاً، ممتلئاً بالمحبة الإلهية فرفع خطاياك وحملها عنك واحتمل آلام قصاص الله نيابة عنك. فغضب القدوس قد انسكب على حمل الله الوديع، الذي مات مرفوضاً مهاناً عوضاً عن البشر.
هل أدركت لطف الله، الذي لا يطلب منك أعمالاً مستحيلة بل بدون علمك أعد مسبقاً طريقاً لتبريرك وتطهيرك؟ ويخبرنا الإنجيل الشريف أن ملاك الله ظهر للرعاة المتبدّين في ليلة ميلاد المسيح وقال لهم: »فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ« (لوقا 2:10 و11).
هذه هي الخطوة الجديدة في طريقك إلى الخلاص، أنت تعرف وتدرك أن الله قد أعدّ لك في المسيح الخلاص الكامل. ونشهد لك بشكر وحمد لله أن المسيح قد حمل خطايانا وطهر قلوبنا وأزال آثامنا المتراكمة بيننا وبين الله.
»هُوَذَا حَمَلُ اللّهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ« (يوحنا 1:29).
فليس علينا أن نجتهد باطلاً لنخلص أنفسنا من ذنوبنا الكثيرة. كلا فلقد خلصنا السيد المسيح بموته ورفع غضب الله عنا. فنقول مع الرسول بولس: »فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالْإِيمَانِ لَنَا سَلَامٌ مَعَ اللّهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ« (رومية 5:1).
هل اقتربت من حمل الله المختار، الذي رفع خطية العالم؟
إنه السيد المسيح، النائب عن كل الناس، لم يولد من مشيئة رجل، بل من عذراء، بالروح القدس. لذلك هو كلمة الله المتجسد وروح منه تعالى فجوهر الله ظهر في جسد المسيح بين البشر النجسين.
يرفض الكثير من الناس أن يؤمنوا بهذه الحقيقة الإلهية المعلنة وامتنعوا بقساوة قلوبهم وتشويش أفكارهم عن قبول هذه البركة العظيمة. ولم يدركوا أن للمولود من روح الله وحده سلطاناً أن يرفع خطية العالم كلها.
- عدد الزيارات: 2329