الحق الكامل عن عيسى المسيح
"إني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين".
في هذه الرسالة القصيرة ستجد بعض الحقائق الصريحة عن يسوع (عيسى) المسيح كما وردت في القرآن والتوراة والإنجيل.
الحقيقة الأولى: ولادة المسيح العذرية
"واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكاناً شرفياً. فاتخذت من دونهم حجاباً فأرسلنا إليها روحنا فمثل لها بشراً سويا. قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقياً. قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكياً. قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسني بشر ولم أكُ بغياً. قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمرا مقضيا. فحملته فانتبذت به مكاناً قصيا."(سورة مريم 16: 22)
الحقيقة الثانية: حياة المسيح المنـزهة عن الخطية
"قال (الملاك لمريم) إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكيا". (سورة مريم 19)، وكلمة زكيا تعني طاهراً بطبيعته من الذنوب والعيوب.
وجاء في الإنجيل عن حياة المسيح المنـزهة عن الخطية ما يلي:
"الذي لم يفعل خطية ولا وجد في فمه مكر". (1بطرس 2: 22)
"وتعلمون أن ذاك أظهر لكي يرفع خطايانا وليس فيه خطية"(1يوحنا 3: 5).
ويخاطب المسيح الجموع قائلاً:"من منكم يبكتني على خطية". (يوحنا 8: 46). ولم يجسر أحد أن يوجه إليه إصبع اتهام.
لم يولد قط إنسان أو نبي ولادة عذرية وبلا خطية سوى المسيح طبقاً لشهادة القرآن والتوراة والإنجيل.
* فآدم أخطأ:"قالا (آدم وحواء) ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكون من الخاسرين."(سورة الانحراف23).
* وإبراهيم ابو المؤمنين أخطأ:"والذي اطمع أن يغفر لي خطيتي يوم الدين."(سورة الشعراء 82)
* وموسى كليم الله أخطأ: "فقال رب إني ظلمت نفس فاغفر لي فغفر له انه هو الغفور الرحيم."(سورة القصص 16)
* ويونس النبي أخطأ:"فالتقمه الحوت وهو مليم. فلولا انه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون". (سورة الصافات 2: 1- 144)
* ومحمد أخطأ:"فاعلم انه لا اله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات..."(سورة محمد 19)
"إنا فتحنا لك فتحاً مبينا، ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطاً مستقيما". (سورة الفتح 1-2).
"واستغفر الله إن الله كان غفوراً رحيما". (سورة النساء 106)
"فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا". (سورة النصر 3)
"يا أيها المدثر قم فانذر وربك فكر وثيابك فطهر والمرجز فاهجر"(سورة المدثر 1-5).
"ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك". (سورة الشرح 1-3)
* فيسوع المسيح (عيسى) هو الشخص الوحيد الذي ينفرد بين كافة البشر بأنه منـزه عن الخطية، طبقا لشهادة القرآن والتوراة والإنجيل.
يقول الملاك لمريم العذراء:"ها أنت ستحبلين وتلدين ابناً وتسمينه يسوع". "فقالت مريم للملاك كيف يكون هذا وانا لست أعرف رجلاً. فأجاب الملاك وقال لها، الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك أيضاً القدوس المولود منك يدعى ابن الله". (لوقا1: 31 و34-35).
وكلمة "ابن الله" هي بنوية روحية لا علاقة لها بالزواج أو العلاقات الجسدية البشرية. فقولنا "ابن النيل" مثلاً يعني أنه يحمل صفات أهل النيل ويوجد نفسه معهم وان هناك توافقاً وتماثلاً وتطابقاً بينه وبين أهل النيل. وهذا يصدق في قولنا، ابن البادية او ابن الصحراء. وبنفس هذا القياس يقول الكتاب أن المسيح هو ابن الله.
الحقيقة الثالثة: أعمال المسيح المعجزية
"...وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تذخرون في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين" (سورة آل عمران 49)
الحقيقة الرابعة: قدرة المسيح على خلق المخلوقات الحية
"إني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله.."(سورة آل عمران 49)
الحقيقة الخامسة: تكلم في المهد صبياً
"إذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلاً وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل. وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيراً بإذني وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني". (المائدة 110).
"فأشارت (مريم) إليه قالوا كيف تكلم من كان في المهد صبيا. قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا... والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا". (سورة مريم 29: 33)
من هذه الآيات أيضاً نلاحظ ثلاثة أيام مهمة في حياة المسيح:"يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حياً"، فأين هي هذه الأيام الثلاثة يا ترى؟
الحقيقة السادسة: إن المسيح هو كلمة الله الحية
"إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقربين". (سورة آل عمران 45) وقد سمي المسيح كلمة الله لأن الكلمة هي وسيلة التعبير عن ذات الله.
الحقيقة السابعة: كفارة المسيح لفداء البشرية
إن الإنسان بطبيعته البشرية خاطيء ويحتاج إلى غفران الله. ثم أن الخطية لا تتفق مع طبيعة الله الذي قال: "النفس التي تخطيء هي تموت"(حزقيال 18: 20). "لكن الله بيّن محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا". (رومية 5: 8)
هذا هو السبب الرئيسي لولادة المسيح العذرية وحياته المنـزهة عن الخطية وأعماله المعجزية وموته الكفاري لفداء البشرية.
إن المسيحيين والمسلمين واليهود يؤمنون بالفداء والضحية حين يحتفل المسلمون بعيد الأضحى واليهود بعيد الكفارة بتقديم ذبائح دموية للتكفير عن خطاياهم والمسيحيون يؤمنون بموت المسيح (الذبح العظيم) للتكفير عن خطايا البشر. والسبب في ذلك هو أن الله كلي القداسة وأن الإنسان كلي النجاسة وهيهات أن تجتمع القداسة والنجاسة معاً. إن الله يأمر الإنسان بالإحسان وينهاه عن المنكر لكن الإنسان يجد نفسه ضعيفاً لا حول له ولا قوة فيعمل المنكر ويرتكب الشرور.
إن العدالة الإلهية تطالب الله بأن يقتص من الإنسان الذي عصى أمره وأنكر فضله ولكن محبته تطالبه بأن يغفر للإنسان الخاطيء ذنبه. والسؤال الذي يخطر على البال هو كيف يمكن لله عز وجل أن يوفق بين عدالته ومحبته. إنه لا يقدر على ذلك بأي شكل من الأشكال إلا في الصليب. فعلى الصليب استوفت العدالة الإلهية حقها في موت المسيح وظهرت محبة الله في أعلى معانيها "ولكن الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا". (رومية 5:8)
وهكذا صار المسيح الذبح العظيم: "هوذا حمل الله (الذي بلا عيب ولا دنس) الذي يرفع خطية العالم". (يوحنا 1: 29)
هذا هو السبب الرئيسي لموت المسيح البار بديلاً عن الأثمة الفجار. وبهذه المشيئة تحققت وتمت كل الذبائح التي يقدمها المسلمون واليهود إذ حل المرموز إليه محل الرمز في "الذبح العظيم" (عيسى) حمل الله الكريم.
"قال يسوع: أنا هو الطريق والحق والحياة، ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي". (يوحنا 14: 6).
فالمسيح هو الطريق الوحيد لغفران خطاياك ولاقترابك إلى الله.
وقبل أن أختم أريد أن أقول بأن أصدقائنا المسلمين يظنون بأن المسيحيين قد حرّفوا الكتاب المقدس ولم يعلموا أنهم بقولهم هذا ينسبون إلى الله عز وجل الجهل وعدم المعرفة بالمستقبل. وإلا فكيف يأمر الله المسلمين أن يقرأوا التوراة والإنجيل بقول الله تعالى لمحمد: "فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك.."(سورة يونس 94)
"قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل..."(سورة المائدة 68) "إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور... ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون" (المائدة 44).
"وليحكم أهل الإنجيل بما انزل الله فيه ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون"(المائدة 47).
"يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ضل ضلالا بعيدا". (سورة النساء 136)
لا يوجد أي دليل على تحريف الكتاب المقدس أو تبديله لأنه "لا تبديل لكلام الله" فهل من المعقول أن الله سبحانه وتعالى غير قادر أن يحفظ كلامه من التبديل؟ فالكتاب الذي بين أيدي المسيحيين الآن هو نفس الكتاب الذي كان بين أيدي المسيحيين قبل الإسلام.
- عدد الزيارات: 3566