الأَصْحَاحُ الثَّانِي
1وفي اليومِ الثالثِ كانَ عرسٌ في قانا الجليلِ وكانتْ أمُّ يسوعَ هناكَ. 2ودُعي أيضاً يسوعُ وتلاميذُهُ إلى العرسِ. 3ولما فرغَتِ الخمرُ قالتْ أمُّ يسوعَ لهُ ليسَ لهم خمرٌ. 4قالَ لها يسوعُ ما لي ولكِ يا امرأةُ. لم تأتِ ساعتي بعدُ. 5قالتْ أمهُ للخدامِ مهمَا قالَ لكُمْ فافعلوهُ. 6وكانت ستةُ أجرانٍ من حجارةٍ موضوعةً هناكَ حسبَ تطهيرِ اليهودِ يسعُ كلُّ واحدٍ مطرين أو ثلاثةٍ. 7قالَ لهمْ يسوعُ املأوا الأجرانَ ماءً. فملأوها إلى فوقُ. 8ثم قالَ لهم استقُوا الآنَ وقدِّمُوا إلى رئيسِ المتكإ فقدَّمُوا. 9فلمَّا ذاقَ رئيسُ المتكإ الماءَ المتحوِّلَ خمراً ولم يكنْ يعلمُ من أينَ هي، لكنَّ الخدامَ الذينَ كانوا قد استقُوا الماءَ علِمُوا. دعا رئيسُ المتكإ العريسَ 10وقالَ لهُ. كلُّ إنسانٍ إنما يضعُ الخمرَ الجيدةَ أولاً ومتَى سكرُوا فحينئذٍ الدونَ. أما أنتَ فقدْ أبقيتَ الخمرَ الجيدةَ إلى الآنَ. 11هذِهِ بدايةُ الآياتِ فعلَهَا يسوعُ في قانا الجليلِ وأظهرَ مجدَهُ فآمنَ بهِ تلاميذُهُ.
--------------------------
(2:2) لقد أكرم الرب يسوع الزواج بحضوره في عرس قانا الجليل. لأجل ذلك، فالزواج في الأوساط المسيحية الحقيقية له قيمة خاصة لا تجدها في الديانات والطوائف الأخرى. أولا، الزواج في المسيحية الحقيقية ليس هو بمجرد عقد يستطيع الإنسان أن يفسخه متى شاء. إنما الزواج المسيحي هو اتحاد لمدى الحياة بين الرجل والمرأة، حيث يصبح الاثنان واحدا في نظر الله، لمدى الحياة "في الأفضل أو في الأسوأ، في الغنى او في الفقر، في المرض أو في الصحة , إلى أن يفصلهما نهائيا الموت." في الزواج المسيحي، يُتوقع من الرجل أن يحب امرأته كما أحب المسيح الكنيسة ومات من أجلها، ويُتوقع من المرأة أن تكرم رجلها وتتبعه إذ هو القائد الروحي لعائلته. ولكن في هذا لا يُحسب الرجل أفضل من المرأة ولا المرأة اقل من الرجل، ولكنهما واحد في المسيح. لكن هذا لا يعني عدم وجود أوقات تختلف فيها الآراء وتتوتر فيها الأمور، غير إن الزوجين المسيحيين الحقيقيين يعملان بجدية وروح الصلاة كي يحلا أي مشكلة يواجهانها، بينما في الديانات الأخرى، وفي المسيحية الاسمية، تجدهم يسرعون الى الطلاق، الأمر الذي يبغضه الله.
--------------------------
(10:2) قد يعترض بعض المسلمين قائلين: "كيف يمكن لمسيح الله أن يصنع الخمر ويقدمها للناس كي يشربوا منها؟" فالله قد حرمها في التوراة وقد ردد القرآن ذلك التحريم في سورة المائدة 93 وسورة البقرة 216 قال: "يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون." ولكن في نفس الوقت الذي تجد فيه القرآن ينهي المؤمنين عن الخمر هنا على الأرض، تسمعه يعدهم لا بنهر واحد بل بأنهار خمر في الجنة لــذة للشــاربين(يتبع).
12وبعدَ هذا انحدرَ إلى كفرناحومَ هو وأمهُ وإخوتُهُ وتلاميذُهُ وأقاموا هناكَ أياماً ليستْ كثيرةً. 13وكانَ فصحُ اليهودِ قريباً فصعدَ يسوعُ إلى أورشليمَ. 14ووجدَ في الهيكلِ الذينَ كانوا يبيعونَ بقراً وغنماً وحماماً والصيارفَ جلوساً. 15فصنعَ سوطاً من حبالٍ وطردَ الجميعَ من الهيكلِ. الغنمَ والبقرَ وكبَّ دراهمَ الصيارفِ وقلّبَ موائدَهُم. 16وقالَ لباعةِ الحمامِ ارفعُوا هذِهِ من ههُنَا. لا تجعلُوا بيتَ أبي بيتَ تجارةٍ. 17فتذكَّرَ تلاميذُهُ أنهُ مكتوبٌ غيرةُ بيتِكَ أكلتني.
18فأجابَ اليهودُ وقالوا لهُ أيةَ آيةٍ ترينَا حتى تفعلَ هذا. 19أجابَ يسوعُ وقالَ لهم انْقُضُوا هذا الهيكلَ وفي ثلاثةِ أيامٍ أقيمهُ. 20فقالَ اليهودُ في ستٍّ وأربعينَ سنةً بُنِيَ هذا الهيكلُ أفأنتَ في ثلاثةِ أيامٍ تقيمُهُ. 21وأمَّا هوَ فكانَ يقولُ عن هيكلِ جسدِهِ. 22فلمَّا قامَ من الأمواتِ تذكَّرَ تلاميذُهُ أنهُ قالَ هذا فآمنُوا بالكتابِ والكلامِ الذي قالَهُ يسوعُ.
23ولما كانَ في أورشليمَ في عيدِ الفصحِ آمنَ كثيرونَ باسمِهِ إذْ رأوا الآياتِ التي صنعَ. 24لكنَّ يسوعَ لم يأتمنهُم على نفسِهِ لأنهُ كانَ يعرفُ الجميعَ. 25ولأنهُ لم يكنْ محتاجاً أن يشهدَ أحدٌ عن الإنسانِ لأنهُ علمَ ما كانَ في الإنسانِ.
--------------------------
(10:2 تكملة) قال: "مثل الجنة التي وُعِدَ المتقون فيها انهارٌ من ماءٍ غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين" (سورة محمد 15، والدهر 5 والتطفيف 25). هنا نجد أمامنا أسئلة تسترعي الانتباه: كيف يستنكر القرآن الخمر ويحرمها هنا على الأرض ولكنه يعد بأن ييسرها لساكني الجنة بكميات هائلة، بغزارة أنهار للشرب بلا نهاية؟ فهل يعني القرآن أن الله ينهي عن المسكر على الأرض ولكنه يسمح لساكني الجنة أن يشربوا ويسكروا في السماء؟ فالجواب واضح جدا، الإله القدوس الذي ينهي عن الخمر والسكر على الأرض لن يسمح بالسكر أو أي عامل يسبب السكر في حضرته المقدسة وفي سمائه الطاهرة، وإن وُجدت خمر سماوية فستكون بطبيعة الحال ليست كخمر الأرض المسكرة بل بالحري ميقِّظة ومنبِّهة. وهنا أيضا نجد أن المسيح القدوس لم يصنع المعجزة الإلهية كي يقدم للناس خمرا أرضية تشل الذاكرة وتُنسّي الواقع وتُفقد التوازن وامتلاك القوى العقلية والكلامية والاحترام الذاتي... بل صنع ذلك النوع الآخر من الخمر، الخمر الجيدة، التي كانت لذة للشاربين الذين حالما تجرعوا منها تبخر تأثير الخمر الأرضية المنحطة وتيقظت عقولهم فاسترعت انتباههم نوعية الخمر وقاموا يتساءلون عن تلك الخمر الجيدة التي كانت لذة للشاربين.
- عدد الزيارات: 2043