مقدمة بحثك عن الله
أثناء سفراتنا الطويلة تقابلت أنا وزوجتي دوروثي مع أصدقاء كثيرين من مختلف مشارب الحياة، جاءوا من ثقافات وخلفيات اقتصادية ومستويات تعليمية مختلفة. ونحن لا نؤمن أننا قد تقابلنا معهم مُصادفةً، كما أننا لا نعتقد أن هذا الكتاب الصغير قد وقع بين يديك مُصادفةً.
وعلى مدى السنين كانت أهم مناقشاتنا مع أصدقائنا العديدين تتركز على بحثنا عن الله، وقد سجلتُ بعض أفكار هذه المناقشات في هذا الكتاب.
كانت الطبعة الأولى من هذا الكتاب "بحثك عن الله" (والتي تمَّ تنقيحها مرتين) عبارة عن مشروع شخصي لتقديم الشكر لله، فقد كنتُ وزوجتي نقترب من عيد زواجنا الخامس والعشرين، ففكرنا وبحثنا عن طريقة عملية نعبِّر بها عن شكرنا لله من أجل خيراته علينا، فلم نجد أفضل من أن نكتب ونطبع ونُهدي خمسة وعشرين ألفاً منالناس رسالة تحمل لهم الرجاء والسلام: ألف نسخة عن كل سنة من سني حياتنا الزوجية. وبارك الله عمل المحبة الصغير هذا، فقد وجد الكتاب طريقه بالفعل إلى العالم. وكم كانت فرحتنا غامرة ونحن نقرأ خطابات الذين وجدوا هدفاً جديداً في الحياة نتيجةً لقراءة "بحثك عن الله". لقد وضعتُ هذه الخمسة والعشرين ألف نسخة في أيادي الناس من بلاد كثيرة، فتوالت الطلبات لنترجم هذا الكتاب إلى لغات أخرى. وكنتيجة لذلك قررنا أن ننقِّح محتوياته ليحقِّق هدفنا، مصلّين أن يجد فيه الكثيرون في أوروبا وإفريقيا وسائر قارات العالم ما يساعدهم في "بحثهم عن الله". وقد تمَّ طبع وتوزيع أكثر من مليوني نسخة في سبع وعشرين لغة. ونصلي أن تقدِّم هذه الطبعة المنقَّحة والمزيدة للقراء معونة أكبر.
ولن يكون الفصلان الأوَّلان بذات الأهمية لكل قارئ. فقد كُتب أوَّلهما للّذين يتساءلون عن وجود الله. وكُتب الثاني للّذين تعلّموا أن يضعوا كل شيء موضع البحث والاستفسار، إلا أنه فصل حيوي لكل القراء، لأنه يشجع كل واحد علىتقييم معتقداته واتجاهاته.
ومع ذلك يُعتبر هذان الفصلان الإعداديان أساسيين للفكرة العامة للكتاب، لأنهما يساعدان على بناء الثقة في المعلومات الواردة في الفصول 3-10 حيث قدمنا الحقائق الأساسية التي ستساعدك في بحثك عن الله. ونحن نضع هذه الطبعة الجديدة بين يدي الله ليباركها أعظم بركة.
ونودّ أن نسجّل شكرنا لله من أجل محبة وصلوات وبصيرة أصدقاء كثيرين شاركونا في اختباراتهم الشخصية عن الله. لكل هؤلاء الأصدقاء نقول "شكراً". إننا ندعو الله أن تجد في محتويات هذا الكتاب معونة حقيقية لك. وبكل سرور نضع هذا الكتابالصغير في يدي الله ليبارك كل ما جاء به لخير القارئ الكريم.
- عدد الزيارات: 2483