Skip to main content

ما هي الكنيسة؟

لعلك سمعتَ أناساً يتكلمون عن المبنى الذي يمارس فيه المسيحيون العبادة مسمّين إياه "كنيسة". هذا ما يحدث غالباً، ولكن المعنى الحقيقي لكلمة "كنيسة" ليس المبنى بل جماعة المؤمنين الذين يمارسون العبادة في ذلك المبنى. تُستخدم كلمة "الكنيسة" للإشارة إلى الجماعة المحلية من المؤمنين بالمسيح، وأيضاً تُستخدم للدلالة إلى جميع المؤمنين سواء كانوا أحياء يعيشون على الأرض هنا أو أولئك الذين مع المسيح في السماء.

في الأزمنة القديمة اختار الله بني إسرائيل ليكونوا شعباً خاصاً له. أعطاهم شرائعه عن طريق موسى ومنحهم أرض كنعان ليسكنوها، وأرسل لهم أنبياء ليعلّموهم وليخبروهم عن مجيء المسيّا. وعندما جاء المسيّا في الوقت المعين لشعب إسرائيل، آمن به بعض الشعب، ولكن معظمهم رفضوا الإيمان. وعندها، ومن أولئك الذين آمنوا بالمسيح، شكّل الله شعباً جديداً لنفسه، يُدعى الكنيسة المسيحية. في الأصل، بنو إسرائيل فقط كانوا شعب الله المختار، ولكن الرجال والنساء من كل عرق على الأرض الذين يؤمنون بالمسيح هم شعب الله الجديد. كان الختان هو طقس القبول للأعضاء في جماعة إسرائيل، هذا الطقس الذي أمر به الله إبراهيم ونسله الذكور. ولكن شعائر القبول في الكنيسة المسيحية، المؤلفة من شعب الله الجديد، هي المعمودية، وما عاد للختان أي أهمية دينية. والمعمودية يجب إقامتها على حسب طلب المسيح لأولئك الذين يتوبون ويؤمنون به، دالين بذلك على أنهم أعضاء في عائلة الله. المعمودية بحد ذاتها لا تُخلص أحداً، لأن الخطاة يخلصون فقط بالإيمان بالمسيح. المعمودية هي علامة أو رمز على التطهر من الخطيئة وعلى الحياة الجديدة في المسيح. في بعض الكنائس درجت العادة على سكب أو رشّ الماء على رأس المعتمد، وفي كنائس أخرى يُغَطَّس الشخص أو يوضع تحت الماء أثناء المعمودية. والمعمودية تُجرى مرة واحدة فقط للشخص.

في العهد الجديد تدعى الكنيسة "جسد المسيح". المسيح هو رأس "الكنيسة" وكل الأعضاء في جسده هم واحد فيه، أياً كان عرقهم أو لغتهم أو لونهم. وبناءً على ذلك، الكنيسة واحدة، كما أن المسيح واحد. الكنيسة أيضاً مقدسة، لأنها تنتمي إلى روح الله القدوس. مهما يكن من أمر، عندما نفكر في حالة الكنيسة في العالم اليوم، نرى أنها مقسّمة وأحياناً يكون فيها الكثير من الشر. ما سبب ذلك؟ بالدرجة الأولى، هناك أناس كثيرون ممن في الكنيسة لم يولدوا ثانية بالروح القدس وبالتالي فهم ليسوا مسيحيين حقيقيين على الإطلاق. يقول الكتاب المقدس أن كل من ليس فيه روح المسيح لا ينتمي إلى المسيح.

وأيضاً، جميع أعضاء الكنيسة هم كالناس المرضى الذين يأتون إلى المشفى للشفاء. لقد وضعوا أنفسهم بين يدي الطبيب العظيم، يسوع المسيح وهو يشفيهم تدريجياً ويخلصهم من داء الخطيئة. إلى ذلك، فطالما أن المسيحيين هم في هذا العالم، ليسوا أحراراً بالكامل من تأثيرات الخطية، وجميعنا نحتاج لأن نعترف بخطايانا ونتوب. كل الناس خطأة والفرق بين المسيحيين وغيرهم هو أن المسيحيين الحقيقيين يُسلّمون ذواتهم للطبيب الذي أرسله الله، ويأخذون الدواء الذي يأمر به ويطيعون الإرشادات التي يوصي بها، أما الآخرون فلا يفعلون ذلك.

بينما جميع المؤمنين الحقيقيين واحد في المسيح، هناك، كما قد تعلمون، طوائف عديدة مختلفة من المسيحيين. أكبر مجموعتين بين المسيحيين هما الكاثوليك الرومانيين والبروتستانت، وضمن هاتين المجموعتين توجد فروع عديدة. ولكن جميع هؤلاء المسيحيين لديهم نفس الكتاب المقدس. وإنهم جميعاً يؤمنون بأن يسوع المسيح هو ابن الله، وأنه مات على الصليب وقام ثانية، وهو المخلص الوحيد والرب الأوحد. ورغم أنهم يختلفون في قضايا معينة، بعضها يكون في غاية الأهمية، إلا أن معظم المسيحيين يرغبون في الوحدة- أي أن يكونوا واحداً في الإيمان والمحبة، كما يرغب المسيح لهم أن يكونوا.

ما هي الغاية من الكنيسة؟ جزء من هدف الكنيسة هو أن تمكّن المؤمنين من أن ينموا في معرفة الله وفي الإيمان والمحبة وأن يعيشوا شركة مع بقية المؤمنين. كل مؤمن عليه أن يطيع وصية المسيح في أن يعتمد ويصبح عضواً في كنيسته. كل مسيحي يحتاج إلى المسيحيين الآخرين كما أن كل عضو في الجسد البشري يحتاج إلى بقية الأعضاء. وما من مسيحي ينبغي أن يفصل نفسه عن الشركة مع بقية المؤمنين في الكنيسة.

إضافة إلى ذلك فإن الكنيسة قد أعطاها المسيح مسؤولية القيام بعمله في العالم. عندما كان يسوع المسيح على الأرض كإنسان نقل كلمة الله للبشر، وشفى المرضى، وعزّى الحزانى، وخلّص الخطأة. وقبل صعوده إلى السماء أمر أتباعه بأن ينقلوا بشرى الخلاص الحسنة إلى كل الناس في العالم. إن مهمة جميع المسيحيين الأساسية في كل أصقاع الأرض هي أن ينقلوا رسالة المسيح إلى كل الناس، وأن يدعوهم للإيمان به. على المسيحيين أيضاً أن يظهروا محبة المسيح للناس من كل الأجناس والأديان بشفائهم للمرضى، وتعليم الجهلة، وإطعام الجياع، والكرازة بالخلاص لأسرى الخطيئة. لقد أمضى يسوع المسيح حياته في خدمة الناس، وأعضاء كنيسته عليهم أن يتبعوا مثاله.

كما أن كل قطيع من الغنم يحتاج إلى راعٍ، كذا كل جماعة من المؤمنين تحتاج إلى قادةٍ يعلّمونهم ويقودونهم ويرشدونهم ويشجعونهم، وهؤلاء هم يسوع ومن يُكرّسه الرب للخدمة عند الضرورة. فهؤلاء يوبخون من ضل سواء السبيل. لقد دبّر الله منذ البدء هكذا أشخاص للعناية بأبنائه في كنيسته. اختار يسوع المسيح اثني عشر رجلاً ليكونوا تلاميذه وينقلوا رسالته إلى الناس في العالم وليؤسسوا كنيسته. وبعدها، وكما نرى في العهد الجدي، عيّن الله آخرين ليكونوا رعاة ومعلمين ومبشرين وشمامسةً وشيوخاً وخداماً وأساقفةً ومشرفين. كل هؤلاء الخدام الروحيين للمسيح هم في الكنيسة اليوم.

لمزيد من الفائدة والإضطلاع على موضوعات مشابهة، الرجاء زيارة موقع النور.
  • عدد الزيارات: 7312