صديقي العزيز،

آمل أن تكون على خير ما يُرام في الجسد والروح. أرسلُ لك تحيات قلبية حارّة، وأشكر الله على صداقتنا. إن رغبتك الجادّة في إيجاد الحقيقة، وأن تسلك في الطريق القويم، الطريق التي تفضي إلى الله والخلاص، تمنحني فرحاً عظيماً. لقد كنتَ تسألني في أغلب الأحيان أسئلةً عن معتقداتنا وممارساتنا، نحن أصدقاءك المسيحيين، ولم تكن هناك فرصة كافية وافية لأعطيك كل المعلومات التي كنت تطلبها. لذلك، فقد عقدتُ العزم على أن أكتب لك رسالة طويلة أخبرك فيها بالتفصيل عما نؤمن به نحن المسيحيين، وعن واجباتنا الدينية وأعرافنا وعاداتنا.

كما تعلم، هناك حوالي مليار إنسان في العالم اليوم يدعون أنفسَهم مسيحيين. بعضهم مسيحيون حقيقيون، والبعض الآخر، ويؤسفني قول ذلك، هم مسيحيون بالاسم فقط. نحن المسيحيون، مثل الناس في بعض الأديان الأخرى، مقسمون إلى طوائف عديدة تختلف عن بعضها في أمور متنوعة تتعلق بالعقيدة والعبادة. ولذلك والتي يصعب علي أن أخبرك في هذه الرسالة عن كل ما يعتقد به المسيحيون، أو أن أضع بيان إيمان يتفق عليه الجميع. ولكني على ثقة أن هناك الملايين من المسيحيين في كل أرجاء العالم سيوافقونني الرأي على الحقائق التي أريدها لك في هذه الصفحات. وإني أصلي من أجلك، خلال قراءتك بعناية لهذا الشرح عن الديانة المسيحية، أن تقترب أكثر إلى الله؛ وأن تعرفه أكثر، وتحبه أكثر، وتطيعه على نحو أكمل. سأحاول الآن أن أجيب على أسئلتك الواحد تلوَ الآخر.