كيف يمكن أن نكون شركاء في الطبيعة الإلهية؟
إلى الصديق العزيز؛
تحية طيبة باسم ربنا يسوع المسيح أزفها لك راجيا أن تكون جميع أحوالك بألف خير وسلام من عند الرب، لقد وصلتني رسالتك وفرحت جدا بمحتواها وآمل أن المستقبل يكون فاتح المجال في بناء علاقة صداقة متينة أساسها الرب يسوع.
أما بالنسبة لسؤالك حول الآية الموجود في رسالة بطرس الرسول الثانية والإصحاح الأول والعدد الرابع:" 3كما أن قدرته الإلهية قد وهبت لنا كل ما هو للحياة والتقوى بمعرفة الذي دعانا بالمجد والفضيلة 4. اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمى والثمينة لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة." فإنني سأحاول الرد شارحا الآيات: يبدو أن هاء الضمير المتصل في "قدرته" تشير إلى يسوع. وهب تشير إلى مجانية العطية في حين أن المجد والفضيلة يشيران إلى صفات الله والخالق السامية التي تتصف بها حياة يسوع المسيح وشخصيته كما شهدها بطرس وشهد لها الرسل ونادوا بها للأجيال المسيحية المتعاقبة. "بهما" تشير إلى مجد المسيح وفضله، وتشدد على أن المؤمن، لسبب نوعية حياة المسيح، يستطيع الحصول على الوعد بالإشتراك مع الله في طبيعته الإلهية، هذا هو التعليم المفصل في رومية 6 القائل بأن المسيحي، بفضل هوية المسيح وبواسطة الإتحاد به بالإيمان، يتمتع حاليا بإمكانية العيش بمعزل عن الخطية ودنسها ويتمكن من النمو الدائم أكثر فأكثر إلى شبه المسيح. فقد دخل الفساد إلى العالم كنتيجة مباشرة للسقوط الذي حدث، بدوره، بسبب تسليم الإنسان ذاته للشهوة. يمكن فهم العبارة بهذه الطريقة، أو يمكن أن تكون إشارة إلى عواقب الخطية الحتمية في كل من الأجيال البشرية المتعاقبة. وفي كلتي الحالتين نجد أن طريقة الله للنجاة هي التمسك بمواعيده تعالى، وبذلك ننال نصيبا في "طبيعته " الإلهية. ونجد في الآيات التالية يوحنا 1:21 و رسالة يوحنا الأولى 3: 2 و 3 أفكار وراء هذه العبارة. آمل صديقي أن يكون الشرح وافيا والآن أستودعك الله وآمل أن نلتقي في رسالة مقبلة وإلى اللقاء.
مع تحيات قاسم إبراهيم
- عدد الزيارات: 4190