لماذا الاختلاف حول نسب المسيح؟
إلى الصديق الكريم
تحية طيبة و بعد، لقد تلقيت رسالتك اللطيفة وأنا أشكرك عليها وها أنا أجيبك على سؤالك فيما يخص نسب المسيح والاختلاف المتواجد بين متى ولوقا.
يورد إنجيلا متى ولوقا سلسلة نسب المسيح، ويبدو من القراءة السطحية أن السلسلتين متناقضتان، ولكن نظرة قريبة تلقي الضوء على الموضوع:
في السلسلة الذي ذكرها متى: يبدأ من إبراهيم إلى يوسف -في إنجيل متى 12:1يقول "ويعقوب ولد يوسف رجل مريم التي ولد منها يسوع الذي يدعى المسيح." لاحظ أن يوسف هذا من أحفاد الملك داود. وقد أنتقل الملك إلى المواليد من الرجال أي نسله (أنظر 1صموئيل 10- 2صموئيل 4:2- 1ملوك 4:2) وعلى هذا فقد كان ليوسف الحق في عرش داود، كما كان لابناء يوسف الحق ذاته. ولاحظ أن يوسف مرتبط بمريم، باعتبار أنه "رجل مريم "فهذا يربط المولود منها. وعلى هذا فإن يسوع صاحب حق قانوني في عرش داود عن طريق يوسف.
أما النسب المذكور في لوقا فيعود إلى داود وآدم و الله. فنجد في لوقا 23:3 " لما أبتدأ يسوع (خدمته)، كان في الثلاثين من العمر تقريبا، وكان معروفا أنه ابن يوسف بن هالي " وأما متى فيقول أن يوسف هو ابن يعقوب. فالأرجح أن يوسف كان نسيب هالي، وذلك لأن لوقا 1و2 يركز الكلام على مريم. فكان لا بد أن يستمر التوضيح في لوقا عن نسب مريم، وعلى هذا فإن لوقا يورد نسب المسيح من جهة مريم عائدا إلى داود وآدم. ويظهر أن المسيح هو الوارث الطبيعي للعرش عن طريق مريم ومنها لداود.
مع تحيات قاسم إبراهيم
- عدد الزيارات: 4775