هل أصاب كلمة اللـه التحريف أو التزوير؟
هناك من يقول إن الكتاب المقدس بوضعه الذي بين أيدينا، ليس هو الكتاب الأصلي الموحي به، بل قد عبثت به الأيدي، وأجرت فيه التزوير والتبديل. لكن اتهامــاً خطيراً كهــذا، في أمــر خطـير وجوهري كـهذا، لا يجـوز أن يُلقـى هكذا جزافاً، إذ أنه يتضمن هجــوماً علـى اللـه العظـيم ، وقـدرته وحـكمته وإن مـن يـريد أن يوجــه للكتاب ولصـاحب الكتاب هذا الاتهــام الخطـير، عـليه تحـرى منتهـى الـدقة فيما هو فاعلـه. ويجـب أن يكـون قـادراً عـلى معرفة
متى؟ ومن؟ وماذا؟ ولماذا؟
· متى تم التزوير؟
· من الذي قام بالتزوير؟
· ماذا كان قبل أن يتم تزويره؟
· ولماذا قام المزور بالتزوير؟
أولاً : متى تم التزوير؟
إنها معضلة ! لأن الكتاب المقدس كان قد تُرجم من بداية العصر المسيحي إلى لغات عديدة، وانتشر ابتداء من القرن الثاني الميلادي بكثير من اللغات في ربوع الأرض كلها، هذا بخلاف ترجمة العهد القديم إلى اليونانية المعروفة بالترجمة السبعينية التي تمت قبل الميلاد بنحو 280 سنة. فهل كان هناك من يستطيع أن يصل إلى كل النسخ الموجودة في كل العالم، بكل تلك اللغات ليُحرفها جميعاً.
ثم يصل أيضاً إلى المؤلفات والكتابات العديدة التي اقتبست من الكتاب المقدس ليُجرى فيها نفس التحريف أليس هذا عين المستحيل؟!
ثانياً : من الذي قام بالتزوير؟
بالنسبة لأسفار العهد القديم لا يُعقل أن يكون اليهود هم الذين زوروها. فبالإضافة إلى شهادة المؤرخين على غيرة اليهود الشديدة في الاحتفاظ بالأسفار التي عندهم وهو نفس ما تقوله عنهم كلمة الله ـ رومية 2:3 ، فإنهم ـ لو كان التحريف أمراً وارداًعندهم ـ لحذفوا من التوراة الويلات الموجهة إليهم باعتبارهم شعب صلب الرقبة. ولبدلوا الأحداث التي تسيء إلى أنبيائهم، بل ولكانوا استأصلوا من التوراة الآيات والنبوات التي تتحدث صراحة عن صلب المسيح وموته وقيامته ، وما أكثرها مثل مزمور 22، إشعياء 53 لأن هذه الأقوال تسبب لهم مشاكل هم في غنى عنها طالما كان مبدأ التحريف وارداً.
كما لا يُعقل أن يكون المسيحيون هم الذين زوروها، لأنهم في هذه الحالة كانوا سيصطدمون مع أعدائهم التقليديين اليهود ، فالتوراة التي عندهم هي نفسها التي عند اليهود.
أما بالنسبة لأسفار العهد الجديد، نقول إن الخلافات العقائدية والمذهبية بين الكنائس من أول عهدها كانت تقف مانعاً هائلاً إزاء محاولة أي فريق منهم القيام بهذه الفعلة الآثمة.
ثالثاً : ماذا كان قبل أن تُجرى فيه عملية التزوير المزعومة؟
لقد اكتُشف عشرات الآلاف من المخطوطات القديمة للكتاب المقدس كما سنوضح بعد قليل ، ولم يعثر أحد على نسخة واحدة مخالفة لما بين أيدينا. أليس هذا يدحض تماماً الزعم بتزوير الكتاب؟!
ما قيمة تهمة واضح كذبها ولا يسندها دليل واحد؟!
رابعاً : لماذا يحدث التزوير؟
إنه أمر معقول أن يزور الإنسان ليجنى من تزويره هذا مغنماً معيناً، أو لينجوا بواسطته من خطر معين. أما أن يكذب الإنسان وهو عالم أن كذبه وتزويره لن يعطياه تاجاً بل صليباً، لا نعيماً بل اضطهاداً، فهذا ما لا يقبله العقل.إن التاريخ يشهد أنه طوال القرون الثلاثة الأولى للمسيحية لم يكن نصيب من يتبع المسيح سوى الاضطهاد والموت. وهذا يبعد تماماً شبهة التزوير عن الرسل أو من عاصروهم من المسيحيين الأوائل.
ثم إن الإنسان قد يكون مستعداً أن يموت دفاعاً عما يتوهم هو أنه حق، وليس دفاعاً عما يوقن أنه كذب.. قطعاً ما كان المسيحيون الأوائل
أمين
أيها القارئ الكريم
إن كان لديك أي سؤال أو إستفسار حول هذه الأمور, نستطيع مساعدتك بإجابة من كلمة الله بكل وضوح, كما يسرنا أن نقدم إليك نسخة مجانية من الإنجيل المقدس ألعهد الجديد. فاكتب إلينا أو إتصل بنا ونحن نرحب برسالة منك, والرب يباركك
- عدد الزيارات: 3095