Skip to main content

لكل سؤال جواب

كيف تتخلص من الخطيئة؟

الصديق الكريم

تحياتنا وسلامنا لك، راجين أن يحفظك الله بكل خير … وبعد …

وصلتنا رسالتك ……

أما عن رغبتك في معرفة المزيد عن الخطية، وكيفية الخلاص منها في المسيحية، فيسرنا أن نجيبك في النقاط التالية:

1- السقوط:

خلق الله الإنسان "على صورته"، وأعطاه سلطانا على الأرض والحيوانات التي تدب عليها، وعلى كل طير السماء وسمك البحر. وأعطاه غذاء يوميا وعملا ممتعا وزوجة واحدة وسعادة غير منقوصة وإرادة حرة للتصرف. وأوصاه أن لا يأكل من شجرة معرفة الخير والشر. ولكنه عصي أمر الله، وأكل من الثمرة المحرمة عليه فسقط في الخطية.

لقد خص الله آدم بعطيته الثمينة: الإرادة الحرة والعقل، وأعطاه فوق ذلك فرصة لاستخدامها في أفضل الشروط. ولكن آدم أساء استعمال هذا الامتياز، فخالف وعصى، فلعنت الأرض بسببه، وصار يأكل منهما بالتعب كل أيام حياته.

الخطية جرّدت آدم من البرّ الذي كان به متميزا به، وشوهت الصورة التي خلقه الله عليها. اكتسب آدم طبيعة ضعيفة ساقطة، جلبت عليه الخوف والخجل والفساد والموت. وأنجب ابناء على نفس صورته، لهم ذات الطبيعة وذات الصفات التي اكتسبوها بالوراثة من أبيهم، وصار الجميع خطاة بالوراثة. والخطايا التي يرتكبها كل إنسان هي نتيجة حتمية لهذه الطبيعة الساقطة، ونتيجتها هي الموت.

2- الضعف البشري:

مات الإنسان روحيا حال سقوطه في الخطية، وابتعد عن الله، وحُجب وجه الخالق عن المخلوق. "آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين إلهكم وخطاياكم سترت وجهه عنكم حتى لا يسمع" (إشعياء 2:59). فقد طرد آدم من الجنة وأصبح عاجزا عن اجتياز تلك الهوة السحيقة التي فصلته عن الله مهما بذل من جهد وعرق.

عجز الإنسان عن إدراك الله وفهمه، وعن إنقاذ نفسه من سلطان الخطية، وعن السموّ فوق شهوات العالم، وظن أن اجتياز تلك الهوة التي تفصله عن الله يتم بالأعمال الصالحة، جاهلا أو متجاهلا أن الجسر الوحيد الذي بناه الله للوصول إليه والتقرب منه تعالى هو الصليب. "ليس من أعمال كي لا يفتخر أحد"، ولكن بنعمة المسيح.

يؤكد لنا الكتاب المقدس أن الدم يكفر عن النفس، ونفس الإنسان ثمينة جدا لا تساويها إلا نفس إنسان بريء. ولكن الجميع أخطأوا وفسدوا وعجزوا بسبب ضعفهم وقصورهم عن التكفير عن خطاياهم. فماذا فعل الله لأجل خليقته؟ "هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم" وهذا هو كلمة الله الأزلي قد تجسد وبُذل ذبيحة كفارية كاملة عن الخطية.

3- المحبة:

لقد أحب الله خليقته حبا جما حتى إنه "بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية". فالمسيح المصلوب عن خطايا وآثام البشر تجسيد رائع لتلك المحبة العميقة. ويعلن لنا الكتاب المقدس أن "الله محبة". ويعلن أيضا "ولكن الله بيّن محبته لنا، لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا" (رومية 8:5).

من جانب الإنسان كانت مبادرة العصيان، أما مبادرة المحبة والخلاص فمن الله جاءت. ابتعد الإنسان وحاد عن الطريق التي رسمها له الله، فجاء الله يبحث عن الإنسان ليعيده إلى دائرة محبته. وكما أن الراعي الصالح لا يمكث في بيته منتظرا عودة الخروف الضال عن القطيع، بل يذهب ويبحث عنه ويأتي به فرحا، كذلك فإن الله لم يترك الإنسان الخاطىء فريسة للخطية والموت بل جاء إليه يبحث عنه ويصالحه ويرد له اعتباره كإنسان.

"ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه من أجل أحبائه" وليس من قوة أعظم من قوة المحبة التي جعلت الله يتواضع وينـزل إلى عالمنا مولودا من عذراء في شخص فادينا ومخلصنا يسوع المسيح. فهو الطريق الوحيد للخلاص من الخطية، والنجاة من دينونة الخطية، ومن الموت الأبدي، ومن العذاب الأبدي في الجحيم. عليك فقط أن تقبل بالإيمان موت المسيح نيابة عنك، فتخلص من خطاياك، وتنال هبة الحياة الأبدية.

عند إجابتك عن الأسئلة المرفقة، سنتابع إرسال دروسنا المجانية لك. ولا تنس أن تذكر رقمك الخاص في جميع مراسلاتك معنا.

مع تحيات قاسم إبراهيم

لمزيد من الفائدة والإضطلاع على موضوعات مشابهة، الرجاء زيارة موقع النور.

 

  • عدد الزيارات: 4604