مايكل جاكسون
قد تتعجّب أيها القارئ العزيز، من إدراج اسم هذا المغنّي الأميركي الشهير في فصل كامل من هذا الكتاب، وقد تتساءل ما علاقته بكل هذا الموضوع...؟
بالحقيقة لم يخطر على بالي قط إدراج هذا الفصل في الكتاب، إلا أن مشيئة الرب شاءت ذلك. وبينما أنا أنهي فصوله جاءني صديق من الولايات المتحدة الأميركية، ويا لدهشتي حين قال لي: أتدري أن مايكل جاكسون هو الرجل الخامس في تسلسل قادة شهود يهوه النافذين في العالم، وهو أحد المسؤولين في قاعة الملكوت الضخمة في بروكلين، يقود اجتماعاتها ثلاث مرات في الأسبوع...؟
فصعقت عند سماع هذا الخبر، الذي شكرت الرب عليه، لسبب واحد ألا وهو: ليكون شهادة أخرى تضاف إلى سجل أولئك المضلّلين...
ففي اليوم التالي ذهبت لشراء ما طالت يدي من صحف ومجلات وكتب تتحدث عن حياة هذا المغنّي الشاب الذائع الصيت، والملقّب بأسطورة الغناء في القرن العشرين، والذي وصلت تذكرة واحدة لحضور إحدى حفلاته الخلاعية والهستيرية على (700 دولاراً). فبدأت أقرأ وأطالع عن حياته الخاصة علها تكون أفضل من سيرة أسلافه روسل وروزفورد، ولكن مع الأسف الشديد فقد صدق عليه المثل القائل: (... وكم من تلميذ فاق معلّمه...) ومايكل أشطر من الشر منهم لدرجة أنه غطّى عليهم جميعاً.
لنقرأ معاً مقتطفات مما جاء عنه في كبار الصحف الأميركية والعالمية... فبعد أن أكدت إحداها بحقيقة انتمائه لجماعة شهود يهوه كتبت عنه وذلك سنة (1977) متّهمةً إياه بأنه على علاقة مشبوهة مع ممثلة شابة تدعى (تاتم اونيل)، وأنه شوهد معها مجرّداً من ثيابه في بيت (هو هوفنر) أحد أصدقائه الشاذين جنسياً، ورويت القصة في الصحيفة كالتالي: إن تاتم اونيل دعت مايكل لمشاهدة فيلم فيديو عندها وعنوانه (الجذور)، وبعد انتهاء عرض الفيلم، شوهدا معاً في مكان منعزل، مجرّدين من ثيابهما الخ...
كتبت صحيفة أخرى قائلة: أن مايكل جاكسون، أجرى عمليّة تغيير للأعضاء التناسلية، أو أنه في طريقه لإجراء هكذا عملية...؟
وكتبت ثالثة ورابعة: أنه على علاقة شاذة بـ (كليفتون ديفنز)، كاتب الأغاني والمسرحيّات، والتقطت له صور في لاس فيغاس في (قصر سيزار) مع هذا الأخير، تؤكد هذه العلاقة...؟
إن أحد ألقابه هو (الفتى المخنّث)، ومما كتب عنه أيضاً أنه مدمن على المخدرات الخ... إنني اضطررت هنا تجاوز حدود اللياقة في سرد ما ورد عنه من قصص مخجلة، مع الاختصار الكبير في سرد الكثير منها، لعدم ملاءمتها في مثل هذا الكتاب الروحي.
الحقيقة تقال أن كل الأسماء التي ذكرت هنا هي غريبة عني، ولا أعلم أي شيء عنها ولا يهمني أمرها، لولا رغبتي في معرفة المزيد عن هذا المغنّي، وكل ما كتبت هو على ذمّة الصحف والمجلات الأجنبية، وأقول هنا بأنه مهما كانت الأخبار عن ذلك المغني مبالغاً فيها، فإنه لا بد وأن يصدق عليه المثل العامي القائل: (ما في دخّان بلا نار...) وتكفيه واحدة منها ليكون في عداد الفاسقين...
نعم إنه قد فاق أسلافه روسل وروزفورد بالأخبار المخجلة الفاسدة والمفسدة، بينما الكتاب مليء بالتحريض الذي يدفعنا كي نكون دائماً في سيرة مقدسة وتقوى... (فإن سيرتنا نحن هي في السموات...) (فيليبي3: 20) وأيضاً (بل نظير القدّوس الذي دعاكم كونوا أنتم أيضاً قدّيسين في كل سيرة...) (1بطرس1: 15).
ماذا تنتظر أن ترى وتسمع عزيزي القارئ عن أناس لا يؤمنون بوجود ما يسمّى خطيئة وتوبة وجهنّم إلا الذي أنت تراه وتسمعه اليوم عنهم لو كانوا بالحقيقة مرسلين من الله لسلكوا في سيرة مقدّسة وتقوى كرجال الله الأبرار القدّيسين، ولكان اتّباعهم حق... لكن أن يتبع الناس هكذا أشخاص... عجيب هذا الأمر...؟ أمر بالحقيقة جعلني أتأمل لفترات طويلة، والأعجب من ذلك، أنه رغم معرفتهم بكل صفات قادتهم السيئة، أشخاص مملوءة حياتهم بتعدد الزيجات والطلاق والاختلاسات والاحتيالات والشذوذ الخ... تراهم يطالعون مثلاً كتاباً هاماً لهم ينتصحون منه، عنوانه- (جعل حياتكم العائلية سعيدة) تأملوا....
وبينما أنا في هذه الحيرة وإذا الكتاب المقدس يجيبني عن هذا الأمر، ويروي غليلي الظمآن إلى معرفة سبب ابتعاد هؤلاء عن الطريق القويم فيقول: (لأنه سيكون وقت لا يحتملون فيه التعليم الصحيح بل حسب شهواتهم الخاصة يجمعون لهم معلّمين مستحّكة مسامعهم فيصرفون مسامعهم عن الحق وينحرفون إلى الخرافات...) (2تيموثاوس4: 3- 4).
فعليه يتّضح لنا من خلال كلمة الله، أن أتباع شهود يهوه، ليسوا بأحسن حال من معلّميهم وقادتهم، إذ أنهم استأهلوا هكذا قادة وقد انتقوهم بحسب استحسانهم، ليشبعوا من خلال تعاليمهم المضلّة شهوات قلوبهم...
- عدد الزيارات: 6055