شهادة قادر (إسلام)
الـله كانت لديه مخططات لي
وُلِدتُ في قرية صغيرة في الجزائر لعائلة تتألف من ستة أولاد. كانت فرنسا تحتل وطني الأم. كان والداي غير متعلمين وكانا مسلمين. وهكذا كنت مسلماً بالولادة. قيلَ لي أني عندما كنت طفلاً مرضتُ لدرجة شديدة حتى أن الطبيب تنبأ بأني سأموت بعد يومين لا أكثر، ولكن الله كانت لديه مخططات أخرى لي. فلم أمت. وفي سن باكرة سجلني والداي في مدرسة دينية حيث تعلّمتُ أن أحفظ القرآن عن ظهر قلب. ولقد عانيت شخصياً، وعائلتي أيضاً، من الاحتلال الفرنسي. وسُجِنَ والدي عدة مرات، بل حتى عندما أُجبر أخي الأكبر على ترك المنزل ليخدم إلزامياً في الجيش الفرنسي، أمضت عائلتي أشهراً عديدة دون معيل. بل إننا اضطررنا لنغادر منزلنا ونذهب إلى مكان آخر.
وفي إحدى أيام الحرب الأهلية الجزائرية، وبينما كنتُ ألعب كرة القدم مع أصدقائي، أُطلِق النار علينا. ومات كثيرون إلا أني لم أتعرض سوى إلى إصابة بجرح من طلقة. كانت لدى الله مخططات أخرى لأجلي. وبينما كنتُ في المستشفى، رأيتُ العديد من الناس يعانون ويموتون نهاراً وليلاً كل يوم. لقد كنت حانقاً على الله والأجانب. ولكن الجزائر نالت استقلالها وكنت في غاية السرور. وإذ كنت لا أزال مهتماً بإيماني كمسلم وقد صرتُ في المدرسة الثانوية، بدأت أكرس المزيد من الوقت له. وكنت مثلاً يحتذي به الكثير من الطلاب.
استقرت الحياة بعد التخلص من الاحتلال الفرنسي، ومع ذلك لم تتغير الأمور. لقد صار بلدي حراً وكذلك أنا وكني لم أكن سعيداً وشعرت بالفراغ في حياتي. يسمي البعض هذه الحالة بأزمة الهوية. ربما كانت أزمة هوية ولكن بالنسبة لي كنتُ في حاجة إلى تواصل مع ذلك الشيء أو ذلك الشخص المفقود. لقد كنت في حاجة لأن أفهم لماذا وُلِدتُ، وإلى أين سأمضي عندما أموت. وصرتُ مسلماً اسمياً شيئاً فشيئاً وفيما بعد خُيِّل إلي أن الله لم يكن له وجود. وانضممتُ أيضاً إلى حركة طلابية شيوعية سرية . وبينما كنت لا أزال في المرحلة الثانوية من المدرسة، بدأتُ أقرأ، وادرس كتابات الفلاسفة، ورحت أعاقر الخمر وأدخن وأقوم بالأمور الشائنة التي أستحي أن أخبر عنها. لقد كنت أشعر بالضياع والتشوش. كانت المادة الدراسية الرئيسية هي الرياضيات، ولذا فكان من الطبيعي أن أقرأ بعضاً من كتابات بليز باسكال، عالم الرياضيات الفرنسي. وفي كتابه "رهان باسكال"، يتحدث باسكال عن وجود الله أو عدمه. ورغم أن باسكال كان يحاجج من وجهة نظر رهانية، إلا أنني كنت مقتنعاً أن هذا ليس مسألة رهان أو صدفة. وهذه الحقيقة الأخيرة زادت من رغبتي في البحث عن الله.
أنهيتُ دراستي وجئت إلى الولايات المتحدة لأتابع الدراسة. لقد كان لدي شك في الغرباء من جراء بقايا الاحتلال الفرنسي. ولكن كانت لدى الله مخططات من أجلي. لقد هيا لي الله عائلة مسيحية مضيفة تستقبلني صادقتني ودعتني إلى منزلهم وكنيستهم. وفي أحد الأيام سمعتُ الدكتور مارك حنا، وهو كاتب مسيحي لبناني، يتكلم عن يسوع المسيح. لم أكن متقبلاً للإصغاء ولكني سمعتُ أشياء جديدة عن يسوع الناصري هذا.
علمتُ فيما بعد أن والدتي تُوفّيَتْ. لقد كنتُ مقرباً منها ولم أستطع تقبل مغادرتها المفاجئة لحياتي. وإذ فقدتُ والدتي وأخفقتُ في مجالات أخرى في حياتي، عانيتُ الألم، والبؤس، والإرهاق والتعاسة. وأردتُ وضع حد لحياتي. ولكن، كأن شخصاً كان يتحدث إلي، جاءتني هذه الكلمات: "أنت تريد أن تنهي حياتك، إذاً اعتبرها منتهية فعلاً وسلّم حياتَك ليسوع". كنت قد سمعت وقرأت في الكتاب المقدس الذي كانوا قد أعطوني إياه عمن يكون يسوع وعما فعله من أجلي على الصليب. واقترح أحدهم علي أن أبدأ بقراءة إنجيل يوحنا. وفهمتُ أني إنسان خاطئ وفي حاجة إلى الله في حياتي. واهتديتُ إلى يسوع، مؤمناً بأنه مات من أجلي، وقُبِرَ، وقام ثانيةً وجلس عن يمين الآب في السماء. وصليتُ داعياً إياه لأن يدخل إلى حياتي واقتبلتُه في قلبي مخلصاً شخصياً ورباً لي.
وأتيتُ إلى الأصحاح 6 من رسالة رومية وأدركتُ حاجتي إلى المعمودية. وبعد تلقي التعليم في الصف من أحد الشيوخ عن المناولة (عشاء الرب) والمعمودية، اعتمدتُ بالتغطيس الكامل بعد أسبوعين. والله هو من دبّر كل ذلك. كل ما حصل كان بتدبير منه وأنا لم أفعل شيئاً سوى أني سعيتُ إليه، وتبتُ وقبلتُ عطية الخلاص المجانية.
في الواقع، لم أفهم ما حصل لي إلى أن قرأتُ حزقيال 36: 25- 27. لقد أعانني الله أيضاً على معالجة الكثير من القضايا الأخرى والأمور التي ما كنتُ لأفهمها اعتماداً على ذاتي وحسب. وإذ عرفتُ من هو الله ومن أكون أنا، صارت لدي رغبة في أن أحيا للمسيح بأن أحبه، وأطيعه واخدمه. وإني أصلي إلى الله أن يستخدمني، وهو " الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ" (1 تسا 2: 4).
كما ولفتتني الآية في إرميا 29: 11 حيث يقول الله: "لأَنِّي عَرَفْتُ الأَفْكَارَ الَّتِي أَنَا مُفْتَكِرٌ بِهَا عَنْكُمْ يَقُولُ الرَّبُّ أَفْكَارَ سَلاَمٍ لاَ شَرٍّ لأُعْطِيَكُمْ آخِرَةً وَرَجَاءً". أترى، لقد أعطاني رجاءً ومستقبلاً. لقد كانت لديه مخططات من أجلي. يا صديقي، الله لديه مخططات من أجلك أنت أيضاً. أصلي إلى الله أن تسعى إليه من كل قلبك. هذا من أجلك أنت وليس من أجلي وبالتأكيد ليس كرمى لله. إنه ينتظرك.
يقول يسوع: " أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي" (يوحنا 14: 6). ويقول الكتاب المقدس: "إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ" (رومية 3: 23). ويقول يسوع أيضاً: " لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ" (يوحنا 3: 16).
إني أدعوك وأشجعك على أن تتجه الآن إلى الله وأن تسلّم حياتَك له. وأنا هنا لمساعدتك، فلا تتردد في الكتابة لي.
إن كانت لديك أسئلة، أرسل لي على البريد الإلكتروني التالي:
وإن كنتُ تطلب كتاباً مقدساً أو أي منشورات أخرى، انقر هنا.
وليباركك الله اليوم.
قادر
- عدد الزيارات: 2872