Skip to main content

عقيدة "ابن الله" في التوراة

يعتقد اليهود كما يعتقد الكثير من المسلمين أن عقيدة "ابن الله" عقيدة مستحدثة جاء بها المسيحيون إشراكاً بالله جل جلاله. ولكن إن درست التوراة تجد أن عقيدة "ابن الله" الوحيد مَجبولة في أسس التوراة كجزء لا يتجزأ منها. وفي هذه الأسطر القليلة سنقدم أقوى البراهين التي تثبت هذه العقيدة وتؤكد أن اليهود قد رفضوا تعليم كتابهم المقدس بخصوص ابن الله. يقول المزمور الثاني:"فالآن يا أيها الملوك تعقلوا. تأدبوا يا قضاة الأرض. اعبدوا الرب بخوف واهتفوا برعدة. قبلوا الابن لئلا يغضب فتبيدوا من الطريق لأنه عن قليل يتقد غضبه. طوبى لجميع المتكلين عليه"(مزمور 10:2-12). من هو هذا الابن الذي تحث كلمة الله الملوك وقضاة الأرض وشعوبها كي يقدموا له الولاء والإكرام والبيعة والإجلال؟ أي ابن بشري يستحق أن يتكل عليه كل البشر؟ من طبيعة الحال، لا يوجد ابن بشري يستحق أن يتحمل مسؤولية اتكال جميع الناس في كل الأجيال عليه أو يستطيعها. لذلك يُعرِّف عنه أعظم حكيم جاء على وجه هذه البسيطة، النبي سليمان، بأنه ابن الخالق العظيم الذي لا يستحيل أمامه أي شيء:"من صعد إلى السماوات ونزل. من جمع الريح في حفنتيه. من صرّ المياه في ثوب.. ما اسمه وما اسم ابنه إن عرفت"(أمثال 4:30). وقد أجاد سليمان في تعبيره عن ابن الله الذي هو كلمة الله وحكمة الله، والذي برهن الأشعريون عنه أنه كان مع الله منذ بدء الأبدية، قال سليمان:"الرب قناني أول طريقه من قَبْلِ أعماله منذ القدم. منذ الأزل مُسحت منذ البدء.. إذ لم يكن قد صنع الأرض بعد ولا البراري ولا أول أعفار المسكونة. لما ثبّت السماوات كنتُ هناك أنا. لما رسم دائرة على وجه الغمر.. لما وضع للبحر حده فلا تتعدى المياه تخمه لما رسم أسس الأرض، كنتُ عنده صانعا وكنتُ كل يوم لذته.." (أمثال 22:8-31). ثم جاء أعظم أنبياء اليهود - إشعياء النبي - لكي يبدد كل شك بخصوص هويَّة ابن الله الحي القيوم، قال: "ولكن يعطيكم السيد نفسه آية. ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل [الذي تفسيره الله معنا]"(إشعياء 14:7 ومتى 23:1). وتابع قوله قائلا: "لأنه يولد لنا ولد ونُعطى ابناً وتكون الرياسة على كتفه ويُدعى اسمه عجيباً مشيراً إلهاً قديراً أباً أبدياً رئيس السلام"(إشعياء 6:9-7). من هو هذا الابن الذي يستحق البيعة والولاء والإكرام كما يحق له أن يُدعى إلهاً قديراً وأباً أبدياً إلا ذلك الوحيد الفريد الذي نزل من السماء طوعاً لخلاصنا مولوداً من عذراء باستثناء عن جميع بني البشر إذ لم تَلِقْ به الولادة الجنسية التناسلية؟ إن درست التوراة بإمعان تجد أن محورها من أولها إلى آخرها هو الرب يسوع المسيح، إذ أنها تحوي أكثر من ثلاث مئة نبوءة عن المسيا المنتظر. فالأنبياء أُعطَوا الامتياز لكي يتنبأوا بالتفصيل عن كل ناحية من نواحي ولادته، وحياته، وخدمته، وحواراته، وعجائبه، ومعاملة اليهود له، ومحاكمته، ومعاملة الجنود الرومانيين له، وصلبه، وموته، ودفنه، ومدة بقائه في القبر، وقيامته المجيدة، وصعوده إلى السماء. وقد تمت كل تلك النبوءات بحذافيرها في شخص الرب يسوع المسيح. كل ذلك ليبرهن بأن المسيح لم يكن إنساناً عادياً بل الإله الحي القيوم الذي قوْلب التاريخ وأعاد صياغة الأحداث لكي يتمم النبوءات ويهـيِّئ بني البشر ويجهزهم لملاقاة الإله الحق الذي أحبهم. 

لمزيد من الفائدة والإضطلاع على موضوعات مشابهة، الرجاء زيارة موقع النور.
  • عدد الزيارات: 4148