هل تؤمنون بالأنبياء والملائكة؟
والآن يا صديقي، أريد أن أجيبك على السؤال الذي طرحته عن إيمان المسيحيين بما يتعلق بالأنبياء. نعم، يؤمن المسيحيون أن الله أرسل أنبياء لينقلوا كلمته للبشر. بسبب خطاياهم، معظم الناس لم يريدوا أن يسمعوا صوت الله، أو بسبب الصمم الروحي لديهم كانوا عاجزين عن أن يفعلوا ذلك. ولكن كان هناك بعض رجال ونساء تابوا وغفر لهم الله خطاياهم. فتكلم الله إليهم وعيّنهم لينقلوا رسالته إلى الآخرين. وهكذا صاروا أنبياء الله.
إن معرفتنا عن الأنبياء تأتي من الكتاب المقدس، الذي يحوي روايات عن حياة وكلمات وكتابات عدد من أولئك الذين اختارهم الله ليكونوا رسله إلينا. فيما يلي أسماء بضعة من الأنبياء الذين يذكرهم الكتاب المقدس: إبراهيم، موسى، هارون (شقيق موسى). مريم (أخت موسى). ناثان، صموئيل، داود، إيليا، إليشع، أشعياء، ارميا، يونان، يوئيل، دانيال، ويوحنا المعمدان، الذي كان آخر الأنبياء قبل مجيء يسوع المسيح. إبراهيم، الذي يدعى خليل الله وأبو المؤمنين، كان الله قد اختاره ليكون أباً لشعوب كثيرة. هذا، في شيخوخته، أُعطي ابناً، دُعي اسحق، من زوجته سارة. إبراهيم، في إطاعة لأمر الله، كان مستعداً لأن يُضحي بابنه اسحق، ولكن الله أرسل له كبشاً للأضحية بدل اسحق. ثم وعد الله إبراهيم أن من نسل اسحق سيأتي الخلاص والبركة للعالم، وهذا الوعد تحقق بيسوع المسيح. بعد يسوع جاء أنبياء آخرون، مثل يوحنا وبطرس وبولس، الذين تكلموا كلمة الله للناس وعلّموهم أن يؤمنوا بيسوع المسيح. إن إيماننا هو أنهم كانوا آخر أنبياء الله. مهما يكن من أمر، وبمعنى أوسع، كل من يتكلم برسالة الله للناس يمكن أن يدعى نبياً.
بما أن إيمان المسيحيين بالأنبياء يختلف من بعض الجوانب عن إيمان الناس في الأديان الأخرى، أريد أن أعلن بوضوح عدة حقائق هامة:
1- عدد الأنبياء ليس معروفاً، ومعظمهم لا نعرف أسماءهم.
2- جميع الأنبياء، على حد معرفتنا، كانوا من نسل إبراهيم خليل الله وابنه اسحق.
3- أرسل الله الأنبياء خلال فترة مدتها حوالي 2000 سنة.
4- أرسل الله الأنبياء بشكل أساسي إلى شعب إسرائيل، الذين كان الله قد اختارهم ليكونوا شعباً خاصاً به، لكي تنتشر من خلالهم حقيقة الله إلى كل الناس في العالم.
5- لم يكن الأنبياء بلا خطيئة، بل كانوا مؤمنين غُفرت خطاياهم.
6- الأنبياء هم من طبقات مختلفة من المجتمع، بعضهم أغنياء، والبعض فقراء، البعض متعلمين جداً، والبعض الآخر ضعيفي الثقافة، بعضهم كبار في السن، وبعضهم شبّان.
7- بعض الأنبياء مثل إيليا ويوحنا المعمدان لم يكتبوا كتباً، في حين أن آخرين مثل موسى وداود وأشعياء ويوحنا وبولس جعلوا كلمة الله مكتوبة لكي يقرأها الأجيال لاحقاً.
8- كلمة الله جاءت إلى الأنبياء بطرق مختلفة متنوعة. البعض سمع صوت الله، والبعض تلقى رسالته عبر الملائكة، وآخرون رأوا رؤى وأحلام، وما من شكٍ فإن آخرين تلقوا الرسالة في فكرهم وقلبهم. وعلى جميع الأحوال، كان الجميع على يقين بأن الله قد تكلم إليهم، وأمكنهم أن يقولوا للناس بثقة أن "هكذا يقول الرب".
9- أعطى الله لبعض الأنبياء القدرة على اجتراح المعجزات تثبت حقيقية رسالتهم، مثل موسى وإليشع وبطرس. بينما آخرون، مثل يوحنا المعمدان، لم يصنعوا أية أعاجيب.
الأنبياء:
الأنبياء الذين جاؤوا قبل يسوع المسيح أخبروا الناس عمن كان الله وعما كان يطلبه منهم، وحذروهم من غضب الله إذا ما عصوه. وأكدوا لهم أيضاً غفرانه وبركته إذا ما هجروا خطاياهم وعادوا إلى الله. من خلال موسى، الوحيد بين الأنبياء الذي كان مانح الناموس، أعطى الله شرائع عديدة لشعب إسرائيل. الأنبياء الذين جاؤوا بعده حثّوا الناس على إطاعة الشرائع التي منحهم الله إياها عن طريق موسى. ولكن بما أن الناس كانوا خطأة فإنه كان من المستحيل عليهم إطاعة شرائع الله المقدسة على نحو كامل. ولذلك فإن الناموس لم يكن قادراً على أن يخلصهم، بل كان بمثابة مرآة تُظهر إثميتهم وتجعلهم يدركون كم كانوا في حاجة إلى مخلّص.
أحد أهم الأمور التي فعلها الأنبياء كانت أنهم أخبروا الناس بأن الله كان سيرسل لهم المخلص، الذي كانوا يحتاجون إليه. عندما سأخبرك عن يسوع المسيح سأذكر لك بعض الوعود الرائعة الموجودة في أسفار الأنبياء القدماء.
الملائكة:
في الكتاب المقدس هناك إشارات كثيرة إلى كائنات، مختلفة عن البشر، قد خلقها الله وتُدعى عادة ملائكة. إنهم رسل الله، وغالباً ما كان الله يرسلهم ليُعرّفوا الأنبياء وبقية المؤمنين بإرادته. ظهر الملائكة في هيئة بشرية لإبراهيم وموسى وآخرين. ويعطينا الكتاب المقدس اسم ملاكين فقط من ملائكة الله، وهما ميخائيل وجبرائيل. وجبرائيل هو من أعلم مريم بأنها ستُنجب ابناً وتسميه يسوع.
الملائكة- الشياطين:
إضافة إلى الملائكة المقدسين المطيعين لله، يعلمنا الكتاب المقدس أن هناك كائنات روحية أخرى غير مطيعة وهي عدوة لله، ورئيسهم يُدعى إبليس أو الشيطان. يعتقد الكثير من المسيحيين أن الشيطان قد خُلق صالحاً، ولكن بسبب الكبرياء عصى الله. وبنتيجة ذلك، فإنه هو والأرواح الذين تبعوه سقطوا من مكانتهم العالية والمقدسة في السماء. والآن يفعلون كل ما في وسعهم ليدمروا عمل الله على الأرض. فالشيطان هو الذي خدع حواء في جنة عدن، ومنذ ذلك الحين وهو ما برح يحاول أن يبعد الناس عن الله. بل إنه حتى حاول أن يقنع يسوع المسيح بعصيان الله، ولكنه أخفق. الشيطان له قدرة كبيرة، ولكنه لا يعادل الله، وهو تحت سيطرة الله. لا يحتاج المسيحيون لأن يخافوا منه أو من الأرواح الشريرة التابعة له التي تجرح الكثير من الناس وتؤذيهم جسدياً وروحياً. فبالقوة التي يعطينا إياها المسيح نستطيع أن نقاوم الشيطان ونطرده. وفي النهاية سيطرد الله الشيطان من الأرض إلى النار الأبدية.
- عدد الزيارات: 7737