هل الأنبياء معصومون؟
جوابنا هو “لا“. لا يوجد إنسان إلا وفيه خطية. فالخطية الأصلية دخلت الجنس البشري بالوراثة ومنذ البدء يقول الكتاب المقدس بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم أي بأبينا آدم. ومن المعلوم أن كل إنسان حبل به وولد بالخطية. يقول داود النبي: “هأنذا بالإثم صورت، وبالخطية حبلت بي أمي“. ومعلوم أن داود نبي و ملك. فإن كان معصوما وليس فيه خطية، فكيف يكتب في الزبور هذا القول: “بالإثم صورت وبالخطية حبلت بي أمي“. ونتيجة لفساد الطبيعة التي اكتسبها الإنسان من أبيه آدم بعد سقوط هذا الأخير، نجد أن الجميع تحت الخطية. تقول كلمة الله: "لكن الكل تحت الخطية". ولهذا لم يستثنَ الأنبياء. وحين نقرأ الكتاب المقدس بعهديه، يتبين لنا أن الأنبياء سقطوا في الخطية أكثر من مرة. وقصة داود النبي معروفة، ثم قصة إبراهيم أيضا، حينما ارتكب خطية الكذب معروفة أيضا، وغيرهما كثيرون. وهذا أمر طبيعي: أقول أمر طبيعي لأن كل إنسان اكتسب طبيعة ساقطة باعتباره ابنا لآدم. ولكن الأمر المرفوض والذي لا يمكن أن يكون طبيعيا، هو عدم توبة الخاطئ، وعودته كل يوم للفعل القبيح والكلام البذيء والفكر الشرير. الكل خطاة، ولكن كثيرون يتوبون عن خطاياهم وينالون قوة لمقاومة إبليس وهذا هو المهم.
أرجو عدم الاعتقاد بأننا نوجه النقد واللوم للأنبياء عندما نقول أنهم غير معصومين، كأننا نحن أفضل منهم. وهم أنفسهم لا يريدون أن يقال عنهم بأنهم معصومون، لأنهم يعرفون حالتهم وقد صرحوا بذلك مرارا وتكرارا. فلماذا نطلق عليهم صفة العصمة وهم أنفسهم لم يقولوا أنهم معصومون؟ يقول الكتاب المقدس: "من يعرف أن يعمل حسنا ولا يعمل فذلك خطية له". والأنبياء، في بعض المواقف، لم يفعلوا الحسن أو الصالح. ولا شك أننا نعرف جميعاً القول المأثور، والذي يعبر عن الحقيقة أن "العصمة لله وحده".
مع تحيات قاسم إبراهيم
- عدد الزيارات: 4545