ماذا يعني يوم القيامة؟
إلى الصديقة الكريمة
في كل عام يحتفل العالم بذكرى القيامة المجيدة، قيامة ملك الملوك من الموت محطما قيود الخطية والموت.
" هذا أقامه الله في اليوم الثالث وأعطى أن يصير طاهرا ليس لجميع الشعب بل لشهود سبق الله فانتخبهم. لنا نحن الذين أكلنا وشربنا معه بعد قيامته من الأموات، وأوصانا أن نكرز للشعب ونشهد بأن هذا هو المعين من الله ديانا للأحباء والأموات. له يشهد جميع الأنبياء أن كل من يؤمن به ينال بإسمه غفران الخطايا " (أعمال الرسل 10: 43-40)
إن من يقرأ أو يسمع، لأول مرة، حديث القيامة، هذه المعجزة الفريدة في التاريخ، تأخذه الدهشة ويرتسم على وجهه ألف سؤال.... و لكن ما أقرب الحقيقة ممن يبحث عنها، وما أعجز البعض عن إدراكها رغم قربها منهم. ولتثبت الشمس شروقها فأي برهان تقدمه لنا أعظم من نورها وحرارتها و بعثها الحياة في عروق كل حي؟.... أيسأل إنسان برهانا عن ظهور البدر في ليلة مقمرة إن لم يكن معصوب العينين أو أعمى؟.....ما أكثر الذين عصب الشيطان عيونهم وأعمى بصائرهم....
يحدثنا الكتاب المقدس، سجل الوحي الإلهي، مؤكدا القيامة في مواضع متعددة، وهذه أمثلة منها:
في الإنجيل بحسب البشير (متى 28:6-5) يقول الوحي الإلهي: " فأجاب الملاك وقال للمرأتين لا تخافا أنتما. فإني أعلم أنكما تطلبان يسوع المصلوب ليس هو هنا لأنه قام كما قال ". وفي الإنجيل بحسب البشير (مرقس 16:6): "فقال (ملاك الرب) لهن لا تندهشن. أنتن تطلبن الحي بين الأموات. ليس هو ههنا لكنه قام".
المسيح لم يقم من الموت في اليوم الثالث كما عين ذلك هو بنفسه قبل صلبه، وكما تفتضي إرادة الله وخطة خلاصه للبشر من قيود الخطية والموت.
لو أن المسيح لم يقم من الموت:
1- لكانت باطلة كل كرازة بإنجيل المسيح وباطل كل إيمان. يقول الرسول بولس في رسالته الأولى إلى أهل كورنثس 15:16 " وإن لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا وباطل أيضا إيمانكم ". نعم كل إيمان هو باطل والناس بعد في خطاياهم، أموات في الخطية مع آدم ولن ينالوا أبدا حياة وغفرانا.
2-ولكان الكتاب المقدس المطبوع بآلاف اللغات والذي يقرأه ملايين البشر مزورا، والحال أن الوحي الإلهي حذر على لسان النبي موسى قائلا : " لا تزيدوا على الكلام الذي أنا أوصيكم به ولا تنقصوا منه لكي تحفظوا وصايا الرب إلهكم التي أنا أوصيكم بها". (تثنية 4:2)
والمسيح يسوع نفسه يقول: السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول "(متى 24: 35) وتحذير آخر قوي و حازم : " إن كان أحد يحذف من أقوال كتاب النبوة. يحذف الله نصيبه من سفر الحياة ومن المدينة المقدسة ومن المكتوب في هذا الكتاب ".(رؤيا 22: 19)
3-ولكان الرسل الذين شاهدوا المسيح بعد قيامته من الموت شهود زور.... ولكان المسيح كاذبا حين قال:" انقضوا هذا الهيكل وأنا أ قيمه في ثلاثة أيام ". وهو يعني هيكل جسده. إذ لا مسيحية بدون المسيح المصلوب والمقام من الأموات.
وعندما جاء تلاميذ يسوع مبكرين في صباح اليوم الثالث لصلب سيدهم ومعهم حنوط وطيوب لتحنيط الجسد الذي وضعوه قبل يومين في قبر جديد منحوت في الصخر، ولكنهم لم يجدوا شيئا. لم يعثروا على عظم واحد من عظامه، بل لم يعثروا منه على شيء سوى الأكفان. أليس هذا عجيبا؟
"ليس هو ههنا لكنه قام ". نعم لم يكن في القبر لأنه قام منتصرا على القبر وعلى الموت وعلى الخطية والشيطان، قام ممجدا كما أخبر وقال، و كما تنبأ عنه الأنبياء. قام لأنه هو القيامة، وهو حي لأنه هو الحياة. " ليس هو هنا لكنه قام ". نعم حقا قام إنه قام. فهل تؤمن، عزيزي القارئ، بهذه الحقيقة الساطعة أم تقول مثل ما قال توما، أحد تلاميذ المسيح عندما أخبره زملاؤه أنهم شاهدوا المسيح بعد قيامته:" إن لم أبصر في يديه أثر المسامير و أضع إصبعي في أثر المساميروأضع يدي في جنبه لا أومن " (يوحنا20:20)
وبعد ثمانية أيام ظهر يسوع ووقف في وسط تلاميذه، " ثم قال لتوما هات إصبعك إلى هنا وأبصر يدي، وهات يدك وضعها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنا ".
إنني أدعوك أيها القارئ، أن تفتح عينيك وتنظر. هو ذا الكتاب المقدس في متناول يديك، فاقرأه وافهم حقيقته. إفتح أذنيك وقلبك لصوت الرب يناديك ويدعوك كما دعا توما من قبلك: " هات يدك.... ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنا "....
في آدم يموت الجميع، وفي المسيح يحيا الجميع.
" ولكن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين. فإنه إذ الموت بإنسان.بإنسان أيضا قيامة الأموات. لانه كما فى آدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع ". (الرسالة الأولى إلى كورنثوس 15:20-22)
قاسم إبراهيم
- عدد الزيارات: 4235