Skip to main content

لماذا يحدثنا الكتاب المقدس كثيرا عن عدل الله وعقابه؟

إلى الصديق العزيز

يحدثنا الكتاب المقدس كثيراً عن عدل الله ومعاقبته للأشرار، ألا تعتقدون أن ذلك يميل إلى تخويف الناس من الله وابتعادهم عنه؟

- إذا كان الكتاب المقدس لا يحدثنا إلا عن موضوع واحد وهو عدل الله ومعاقبته للأشرار، فربما نوافق بأن ذلك قد يميل إلى تخويفنا من الله وابتعادنا عنه، وهذا أمر بديهي، لأن كل الناس خطاة حسب قول الكتاب المقدس. وعلى كل إنسان خاطئ تعدى وصايا الله أن يخاف من عدل الله وعقابه. فأين نجد إنساناً خاطئاً يذهب طوعاً إلى القاضي الذي يطلب منه أن يقدم حساباً عن أعماله السيئة لينال قصاصاً على مثل هذه الأعمال؟

لا شك أنه علينا أن نخاف الله وعقابه، لأننا كسرنا وصاياه، وتعدينا شريعته. ويقول الكتاب المقدس بهذا الصدد: "الجميع أخطئوا وأعوزهم مجد الله" (رومية 3: 23). ولكن علينا ألا ننظر إلى الله كإله عادل يعاقب الأشرار فحسب، بل أن ننظر إليه بأنه إله محب أيضاً.

فالله قادر على كل شيء، مبدع الكون بما فيه، والعالم بكل شيء، هو إله عادل، ولكنه في الوقت نفسه رحوم وشفوق. ويصفه الكتاب المقدس بأنه إله محب وأنه هو نفسه المحبة، فيقول: : "الله محبة ومن يثبت في المحبة يثبت في الله والله فيه" (1يوحنا 4: 16). فالله هو المحبة الكاملة والمتجسدة. ويبلغ الكتاب المقدس أوجَهُ عندما يخبرنا بأن الله الإله العادل الذي يعاقب الخطاة، هو نفسه الإله المحب الذي يريد أن يخلص الخطاة من العقاب الصارم. نتيجة خطاياهم. فالإله العادل أظهر محبته للخطاة غير المستحقين، فأرسل المسيح ابنه الوحيد ليكون وسيطاً بين الله القدوس والإنسان الخاطئ. فجاء المسيح ونال القصاص نيابة عنه بموته على خشبة الصليب. فبدلاً من أن يعاقب الخطاة نتيجة خطاياهم، فقد جاء السيد المسيح ليكون وسيطاً وشفيعاً كما يقول الإنجيل المقدس: "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذلك ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يوحنا 3: 16). وهكذا بدلاً من أن يقع غضب الله علينا نحن البشر الخطاة، فإنه وقع على المسيح. فالمسيح مات لأجل خلاصنا، وقام من الموت لأجل تبريرنا، وكل من يؤمن به يحيا معه إلى الأبد. وعندما نؤمن بالمسيح شفيعنا ووسيطنا، فعندئذٍ نتمتع بمحبة الله، ونشعر بأن الله إله محب، فلا نعود نهرب من عدله وإنما نقترب منه لأجل محبته. ولا تعود تساورنا أخبار مخيفة عن عدل الله وقصاصه، بل نتأمل في محبته ورحمته وفدائه. ويقول الكتاب المقدس بهذا الصدد: "وأما هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا" (رومية 6: 23). ويقول أيضاً: "إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم" (1يوحنا 1: 9).

مع تحيات قاسم ابراهيم

لمزيد من الفائدة والإضطلاع على موضوعات مشابهة، الرجاء زيارة موقع النور.
  • عدد الزيارات: 6248