لماذا يموت المسيحيون؟
لماذا يموت المسيحيون رغم ثبات الحياة الأبدية فيهم؟
قد يخطر في بالك، بفعل وسوسات الشيطان، أن تسأل نفسك ماذا تنفعني الحياة الأبدية، إن طمرت وأهيلت فوق جسدي الميت كتل الحجارة والتراب؟ كذلك كل القديسين يموتون، وتفسد جثثهم وتأكلها الديدان، فأين إيمانهم وحياتهم الأبدية؟
هل بلغك خبر المسيحيين الأولين حين حفروا قبورهم حول الكنيسة، وحين اجتمع المؤمنون المضطهدون في روما في سراديب مدينة الأموات تحت الأرض؟ فإن بعض الكنائس مبنية حتى الآن على القبور. لأننا لا نخاف من الموت لأجل إيماننا في المسيح، ولا نخاف من الأموات لأننا أحياء، وليس للموت حق فينا أو سلطان. إننا ندخل إلى القبر كما ندخل إلى غرفة مستقلة لتبديل الملابس. ونخلع جسدنا الفاسد، ونلبس الجسد المجيد. فديننا هو رسالة الرجاء التي تغلب التشاؤم واليأس والخوف. هذه هي المعرفة الخاصة في المسيحي، إنه يعيش اليوم في ربه، ويطمئن فيه محفوظاً إلى الأبد. وقد كتب بولس الرسول الكلمة الجريئة قبل وفاته: قد قمنا في المسيح من بين الأموات،ونسلك الآن في جدة حياته. وجلسنا معه في السماوات، فإيماننا بالمسيح يشركنا معه في مستقبله. واعترافك بخطاياك في التوبة والمعمودية يعني موتك ودفنك. ولكن إيمانك بصلب ابن الله وقيامته المجيدة يحررك ويقيمك إلى الحياة الأبدية. فهذا هو لب الإنجيل، أن المؤمن في المسيح قد قام من بين الأموات، ويسلك في ملء الحياة الأبدية.
افحص نفسك، ألا تزال ميتاً في الذنوب والخطايا، أو هل أقامك إيمانك بالمسيح من عبودية الشر والموت؟ فالروح القدس هو عربون الأبدية فيك وحيث تثبت في روح الرب وإنجيله المقدس لا يتغلب عليك أحد بغسل الدماغ، أو تقطيع الجسد قطعاً وأجزاء، أو بالأكاذيب الخادعة، لأن روح الحق هو روح الحياة. ولن تموت إن ثبت في روح ربك. لا تتهرب من السؤال، هل تعيش أنت أبدياً اليوم، أو تمكث في عبودية الموت والخطايا؟ هل تمركز المسيح في قلبك، أو لا تزال أنانياً فاسقاً؟
- عدد الزيارات: 3791