الطرد من الجنة
تكوين 3: 20- 24
أدرك آدم وحواء الآن، أن كل ما قاله الله، كان هو الحق، وعرفا النتائج المرّة للخطية وكيف أن ذنبهما
كان عظيماً، ولكنهما، عرفا أيضاً أن الرب الإله رحيم بهما ومشفق عليهما.
ولكن بالرغم من كل هذا، لم يكن ممكناً أن يكون آدم وحواء كما كانا قبل الخطية. فأول كل شيء ذبح الرب حيوانين، وصنع من جلدهما أقمصة، وستر بها آدم وحواء، ثم رأى الله أن آدم وحواء، لا يمكن أن يعيشا في الجنة بعد ذلك، لن في الجنة شجرة الحياة، ولو أكل منها الإنسان فإنه يحيا إلى الأبد غير مطيع لإرادة الله. من اجل ذلك طرد الله آدم وحواء من الجنة، فخرج الإثنان وتركا كل الأشياء الجميلة، وليس ذلك فقط بل لم يكن ممكناً لهما أن يدخلا بعد ذلك أبداً، لأن الله جعل على بابها حارساً من الملائكة، يحمل بيده سيفاً من نار ليمنع الإنسان من دخولها ثانية.
وهكذا فقد الإنسان الجنة وخرج آدم وحواء والحزن يملأ قلبيهما ولكنهما آمنا أن كل ما قاله الله كان صحيحاً وأنه تمم وسيتمم كلامه بالحرف الواحد. ومنذ اليوم الذي طرد فيه آدم من الجنة إلى الآن، والأرض كلها ملآنة بالحزن والمرض والألم والحروب والجوع والفقر، وكل يوم يموت عدد كبير جداً من الناس. كل هذه الأشياء الرديئة سببها الخطية وعدم طاعة الله.
ولكن يجب أن لا يستولي علينا اليأس أبداً. لماذا؟ لأننا إذا أردنا نستطيع أن ننال من الله غفراناً لخطايانا اليوم، وبعد ذلك نعيش لكي نرضي الله كل أيام حياتنا. وقد تسألني أيها القارئ: كيف يمكن ذلك؟
إن الحصول على غفران الخطية ممكن، لأن الشخص الذي وعد الله به آدم وحواء، وقد جاء فعلاً، وولد في هذا العالم، عالم الناس الأشرار... الرب يسوع المسيح ابن الله، صار طفلاً، ثم كبر وأصبح رجلاً، ثم انتصر على الشيطان، وسحق رأسه، عندما مات على الصليب، ثم قام من بين الأموات. وسيأتي الوقت الذي فيه يسحق الشيطان نهائياً، أي في الوقت الذي عيّنه الله!
وكل إنسان يصدق الله ويقبل يسوع المسيح مخلصاً له من الخطية، يجب عليه أن لا يخاف أو ييأس. بل يجب علينا أن نفرح ونسبح الله، لأنه يحبنا محبة عظيمة، جعلته يرسل ابنه الوحيد، لكي يحمل خطايانا، ويموت بدلاً عنا. ونحن نعلم أن السماء مفتوحة لكل خاطئ يؤمن إيماناً حقيقياً، والسماء مكان أجمل بكثير من الجنة التي كان فيها آدم، ويمكننا أن ندخلها ونبقى فيها إلى الأبد، إذا كنا نطيع الله ونحفظ وصاياه.
- عدد الزيارات: 1497