Skip to main content

مراجعة مخطوط رقم 151

في دير القديسة كاترينا بجبل سيناء

القس بسّام ميخائيل مدني

المقدّمة

دير القديسة كاترينا

يقع دير القديسة كاترينا في جنوب شبة جزيرة سيناء بالقرب من الجبل الذي أعطى الله للنبي موسى لوحي الوصايا العشر. بني الدير بين عام 548 و 565 م . والدير هو واحد من أقدم الأديرة المسيحية في العالم وتحتوي مكتبة الدير على عدد كتب فريدة من نوعها مثل المخططة السريانية المعروفة Syriae Ainatw وكذلك مخطوطة Codex Sinatius لأسفار العهد الجديد NT باللغة اليونانية.

مخطط رقم 151 تحتوي على أقدم ترجمة إلى العربية وتعود إلى عام 867 م.

تم تصوير مخطوطة Microfilmed 151 عام 1950 من قبل خبراء وحفظت في مكتبة الكونجرس الأمريكي في العاصمة واشنطن.

كان المرسل الدكتور هارفي ستال يقوم بدراسة للغة العربية في جامعة ولاية مشجن Michigan بمدينة أن أربر Ann Arbor تحت إشراف العلامة الأستاذ عزيز سوريال عطية والذي كان قد إشترك في مشروع إكتشاف المخطوطة وحفظها في مكتبة الكونجرس, وهو الذي إقترح على الدكتور Harey Stal بدراسة المخطوطة رقم 151 ونشرها باللغة العربية. قبل الأستاذ المرسل ستال هذا المشروع وقام أيضاً بترجمتها إلى اللغة الإنجليزية لصالح الذين لا يجيدون اللغة العربية.

وبعد جهود طويلة وشاقة تم طبع النسخة العربية في مدينة لوفان Louvain في بلجيكا.

تعدّ مخطوطة جبل سيناء رقم 151 من أهم الإكتشافات في حقل الدروس الكتابية أي الدراسات المتعلّقة بأسفار الكتاب المقدس. والمخطوطة تحتوي على رسائل العهد الجديد وسفر أعمال الرسل. ترجمها من السريانية إلى العربية الدمشقي بشر إبن السّري, تم ذلك العمل بعد مرور نحو 200 سنة من الفتح العربي لسوريا المعروفة حينئذ ببلاد الشام لدى العرب.

أقتبس مقتطفات من المقدمة التي كتبها الدكتور ستال للنسخة الإنجليزية:

"كانت دراستي للمخطوطة ذات فائدة كبرى من ناحية مفرداتها وأسلوب تفسيرها للمادة الكتابية المتعلقة بالديانة المسيحية. حقاً كانت دراستي شائقة لدى إضطلاعي على أراء ومفاهيم مسيحي الشرق الأوسط قبل نحو ألف سنة! هؤلاء الذين كانوا قد شاطروا ثقافة شبيهة بتلك التي سادت في أيام الرب يسوع المسيح!

كان الدكتور ستال قد رافق العلامة عزيز عطية في رحلتة إلى الدير ولاحظ لدى رؤيتة للمخطوطة رقم 151 أنها كانت عبارة عن مجلّد كبير وكانت كفتاه من خشب وجلد! ويالها من مفاجأة عظمى لرؤية المجلّد سليماً وقابلاً للنشر لفائدة العديدين من الناس! ومن المرجّح أن بعد إصدار أو إيجاد النسخة الفريدة في دمشق أن البلاد مرت في أيام عصيبة وخطيرة وخاصة بعد حصار وسقوط بغداد في أيدي المغول عام 1258. وإذ ثابر المغول في سيرهم غرباً من العراق بإتجاه سوريا , أثار ذلك خوف المسيحين على سلامة المخطوطة فأرسلوها إلى الدير في سيناء للحفظ . وكم كانت رحلة الرجل الذي أنيطت به هذة المسئولية وسفرته أخذته عبر فلسطين حتى وصولها إلى سيناء!

وهنا لابد من ذكر بعض الصعوبات التي واجهها الدكتور سال, إذ أن خط الناسخ بشر إبن السري لم يكن واضحاً وخاصة لإنعدام وجود النقاط على الحروف العربية! ثابر الأخ هارفي ستال على مجهوداته وتمكن من وضع النقاط على الحروف بطريقة سليمة حتى تم من وضع النسخة بحجمتها على الحاسوب Computer قبل إرسالها إلى المطبعة في بلجيكا."

وأريد الأن إضافة هذة الكلمات إلى مقدمة الأستاذ ستال:

أود أن أشكر من أعماق قلبي كلاً من العلامة المرحوم عزيز سوريال عطية وصديقي المرحوم الدكتور هارفي ستال الذين تجندان للعمل في مشروع عظيم وهام للغاية.

.وفوق كل شئ أرفع شكري وحمدي إلى الله القدير الذي حمى المخطوطة طوال القرون المتتالية

وأطلعنا على سيرة أسلافنا المسيحيين الذين تعرّبوا بعد الفتح العربي بمئتي سنة تاركين لغتهم الأرامية ( السريانية ) وبرعوا في الكتابة بالعربية, تعربوا ولكنهم بقوا أمناء على إيمانهم بالرب يسوع المسيح بالرغم من مرتبة أهل الذمة التي أرغموا على العيش فيها وكذلك تحّملوا وطأة الإضطهادات وهم يدفعون الجزية ( وهم صاغرون ).

ومع ذلك ومن تهميشهم لقرون متواصلة فقد لعبوا دوراً طليعّياً في النهضة العربية التي بدأت في القرن التاسع عشر وكانوا من العاملين على الإستقلال من الأجنبي.

الشكر والمجد للآب والإبن والروح القدس

الإله الواحد , إلى الأبد , آمين.

المواضيــــــــــع الثلاثة لهذة المراجعـــــــــــــــــه

1-مقارنة بين اللغة العربية في القرن التاسع والقرن التاسع عشر

2-لاهوت الكنيسة الشرقية كما يظهر في المخطوطه 151

3-قيمة وأهمّية النص السرياني ( الأرامي ) الذي إستعمله إبن السّري

- 1 -

تمتاز اللغة العربية عن اللغات الأجنبية الإنجليزية و الفرنسية مثلاً بأنها لا تمحي اللغة المكتوبة والمعروفة بالعربية الفصحى بأنها لا تصبح غير مفهومه على مر السنين. اللغة العربية لها طابع خاص يجعلها قابلة للفهم لأنها كانت متداولة بإستمرار في جميع الكتب والمقالات والخطب نظراً لأنها مبنية على لغة القرأن وهو الكتاب ( المصحف ) الأول في الحضارة العربية . هذا لا يعني أن اللغة العربية الفصحى تبقى جامدة, على العكس, فاللغة العربية تنتج مفردات ومصطلحات جديدة كما يتطلب ذلك تطّور العلوم وكثرة الإختراعات في عصر العولمة.

شخصياً لقد إنتهيت من دراستي الرسمية للغة العربية في عام 1946, ولكنني لم أوقف مطالعتي وقراءاتي للكتب الجديدة الصادرة في شتى أنحاء العالم العربي وكذلك المجلات والصحف اليومية ذلك ليطلعني على كل مفردة جديدة أو مصطلح جديد. في بعض الأحيان نترجم الكلمة الأجنبية إلى العربية مثلاً تليفون Telephon إلى هاتف, وأحياناً أخرى نكتب الكلمة الأجنبية بالعربية بدون ترجمة فتصبح كلمة مستعربة. وهذا ليس بالأمر الحديث في الحضارة العربية, مثلاً كلمة فردوس هي كلمة فارسية ولكنها صارت عبارة مستعربة وينظر إليها وكأنها عربية الأصل. وهناك أيضاً كلمة إنجيل وهي كلمة يونانية وتعني الأخبار السارّة وهي مفردة أخرى مستعربة.

وكمثال على كون العربية لغة حيوية وتبقى معاصرة على مر السنين فإن الإصحاح الأول لرسالة بولس الرسول إلى الكنيسة في روميه حسب ترجمته في مخطوطة 151 لا تفترق جذرياً أو كثيراً عن الترجمة المعروفه بفاندايك مع مشاركة الأستاذين إبراهيم اليازجي والبستاني التي تمت في بيروت في أواسط القرن التاسع عشر بالرغم من وجود فاصل زمني يقرب من ألف سنة.

ولابد لنا من أن نتذكر أن الرسالة إلى رومية هي فريدة من نوعها لأن الرسول كتبها إلى كنيسة لم يكن قد أسّسها على خلاف رسائله الأخرى التي أرسلها إلى كنائس كان قد بشّرها بالإنجيل وسهر على تأسيسها . ومن المرجح أن بعض الجالية اليهودية الذين كانوا من رومية وذهبوا إلى القدس بمناسبة يوم الخمسين وسمعوا موعظة بطرس فآمنوا بالمسيح . ولدى عودتهم إلى رومية بشروا أقرانهم بالإنجيل فآمن بعضهم . ولدى قراءتنا لسفر أعمال الرسل نلاحظ وجود كنائس أخرى كانت قد أسّست على ذلك المنوال كما في دمشق مثلاً . فإرسال هذة الرسالة إلى عاصمة الإمبراطورية الرومانية كان لابد من أن تتطّرق مواضيعها إلى خلاصة المعتقدات المسيحية وبصورة خاصة موضوع الخلاص . كان علماء اليهود ينادون أن الخلاص هو بالأعمال ولكن بولس شدّد على أن الخلاص هو بالإيمان بيسوع المسيح الذي تجسد وصار إنساناً ومات للتكفير عن خطايا البشر.

 

لاهوت الكنيسة الشرقيّة كما يظهر في

المخطوط رقم 151 لدير جبل سيناء

لدى قرائتنا لمخطوطة 151 وللتفاسير الواردة في الحواشي نقف على معتقدات الكنيسة الشرقية وخاصة في دمشق وبلاد الشام . ومن الممكن تسمية هذة المعتقدات بأنها كانت إنجيلية . وأقصد بالإنجيلية خاصة المواضيع المتعلّقة بالخلاص . الخلاص في المخطوطة هو بالإيمان بالرب يسوع المسيح , وبعبارة أخرى التبرير هو بالإيمان كما يرد في الإصحاح 3 من رومية :

 

تتمة معتقدات الكنيسة الشرقية

كما تظهر في مخطوطة 151

من ترجمة الأصل السرياني والتفاسير

ثابر الرسول بولس في الإصحاح الخامس من الرسالة على شرحه من أهمية التبرير بالإيمان . وهذة العقيدة هي من صلب الإيمان الإنجيلي المرتكز كلّياً على عمل المسيح الفدائي والكفاري الذي تم على الصليب. 

وينتج من عقيدة الخلاص بالإيمان بالرب يسوع المسيح أن الإنسان الخاطئ أي المتبّرر بالإيمان يتحد روحياً مع مخلّصه فتصير حياته حياةً جديدة ويدعو الله أباه السماوي وتشهد الروح القدس على هذة البنوة في حياة المتبرّر. 

نأتي الأن للبحث في بعض تعاليم رسالة بولس الأولى إلى كنيسة كورنثوس اليونانية . وكان الرسول قد وفد إلى تلك المدينة بعد زيارته لأثينا العاصمة . أمضى الرسول 18 شهراً في كورنثوس يعمل في صناعة الخيام وينادي بالإنجيل . أمن بعض أهل المدينة من يهود ومن يونانيين , أمنوا ببشارة الخلاص فأسّس بولس كنيسة كورنثوس . وبعد إنتهائه من الإقامة في تلك المدينة وذهب لبقاع أخرى من العالم المتوسطي بلغته أنباء عن وجود شقاق بين أعضاء الكنيسة في عدة مواضيع نظراً لأن أعضاء الكنيسة لم يكونوا أقوياء أو راسخين في الإيمان . سخر بعضهم بطريقة بولس في مناداته مدّعين أنه لم يكن متمكناً في لغته الإغريقية . وآخرون سخروا بلبّ البشارة أي المسيح المصلوب قائلين أن الصليب هو رمز لضعف الله (وهؤلاء من أصل يهودي) وأخرون (من أصل يوناني) إدعوا بأن محمل رسالة بولس كان منافياً للكلمة التي برع بها أهل البلاد . فما كان من بولس إلا وأن أفهم أعضاء الكنيسة بما فيهم منتقديه أن كلامه ومنطقه لم يكونا من أصل بشري , بل كان ينادي بالحكمة الإلهية التي كان هو منادياً لها.

وبّخ الرسول أهل كورنثوس على عدم نموّهم في فهم العقيدة المسيحية الصادرة من الله. لقد بقوا أطفالاً من الناحية الروحية. وذكر في نهاية الإصحاح الثاني موضوع التفكير السليم الذي يجب أن يتحلى به المؤمنون وذلك بالتفكير الصادر من عقل المسيح. وهنا أذكر أن ترجمة المخطوطة هي أصحّ من ترجمة فان دايك / بستاني فهذه ترجمة الأصل اليوناني "وأما نحن فلنا فكر المسيح " عدد 16. بينما ترجم ذات النص "فأما نحن فإنما لنا عقل المسيح" العقل هو الذي ينتج التفكير والفكر, والعقل هو قسم هام من تكوين الإنسان وهو ما يتمتع به ويميزه عن سائر المخلوقات.

ومن البديهي أن ترجمة الكتاب التي تمت في أواسط الستينات من القرن 19 لم يكن المترجمون على علم بمخطوطة 151 التي أكتشفت عام 1953 وطبعت عام 1986 نظراً لمجهودات الدكتور هارفي ستال المرحوم.

نلاحظ في مقدمة الرسالة إلى غلاطية أن عبارة نزل أستعملت عوضاّ عن كلمة أوحى. وهذا يدل على أن نزل هي الكلمة المستعملة لدى المسلمين. ومن الأجدر إذاً أن نستعمل كلمة الوحي كما يرد في رسالة الرسول الثانية إلى تيموثاوس 3:16 حيث نجد "وكل الكتاب هو موحى به من الله" وذكر بطرس الرسول في رسالته أن كتبة أسفار الكتاب المقدّس قاموا بعملهم لكونهم "مسوقين من الروح القدس" 1:21 ترجمة فان دايك / البستاني هي أجدر بالإستعمال.

وفي الإصحاح الثالث من غلاطية والعدد 24 نجد ترجمة فان دايك:

"إذن قد كان الناموس مؤدبنا إلى المسيح لكي نتبرر بالإيمان" ترجمة مخطوطة 151 هي سهلة الفهم حيث Pedapogue هي دليلنا. أي أن وظيفة الناموس ( الشريعة ) كانت كدليل يرشدنا إلى المسيح الذي يبررنا بالإيمان ويمنحنا سلاماً مع الله.

سفر أعمال الرسل

يبدأ الدمشقي بشر إبن السري في الإصحاح 13 بالكلام عن دعوة بولس وبرنابا للتبشير في بلاد الأمم فأرسلتهما كنيسة أنطاكية بعد أن صاموا وصلّوا وتمت رسامتهم بوضع الأيادي عليهما . سافرا من ميناء سلوقية إلى قبرص بدءاً من مدينة سلاميس حيث كان لليهود مجمعين حيث نادى بولس بالبشارة . وهذا يدل على أن بولس وبرنابا كانا يذهبان أولاً للمجامع اليهود قبل منادتهما بين الأمم. وطريقة تبشير اليهود ظاهرة في الإصحاح 13 من عدد 15 إلى 52 وهي سرد سيرة بني إسرائيل في أرض مصر وبعد خروجهم من العبودية وأيام داوود الملك الذي أخذ وعداً من الله بأن يأتي المسيح من نسله , مستطرضاً إلى وقت مجئ المسيح يسوع وموته على الصليب وقيامته من الأموات وبدء المناداة بالإنجيل الخلاصي. عاد بولس في السبت التالي إلى مجمع اليهود ولاقى معارضة من اليهود.

نشاهد في إختبار بولس أن معارضة اليهود لاقته في إيقونيا أيضاً مما جعله وبرنابا يذهبان إلى أهل الأمم للمناداة ببشارة الخلاص. وبعد إنتهائهم من رحلتهم الأولى عادوا إلى أورشليم ( القدس ) وأعطوا تقريراً عما قام به الرب في أقاليم أسيّا الصغرى ومن قبول الأمم للرسالة المسيحية. ومن المؤسف الملاحظة عن عدم سرور بعض أعضاء الكنيسة الأم في القدس إذ أنهم أصّروا على وجوب تعليم المهتدين إلى المسيحية بأن يحفظوا شريعة موسى كما نرى في النص التالي:

تكلم سمعان ( بطرس الرسول ) بكل وضوح عن أهمية الإكتفاء بفحوى البشارة أي الإيمان بالرب يسوع المسيح وبعمله الفدائي والكفاري على الصليب للحصول على الخلاص. وكان بولس قد علّم ذلك في رسالته الأولى إلى الكنيسة في كورنثوس : " وأعرّفكم أيها الإخوة بالإنجيل الذي بشرتكم به وقبلتموه وتقومون فيه ... فإني سّلمت إليكم في الأول ما قبلته أنا أيضاً أن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب وأنه دفن وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب".

هذه هي خلاصة الأخبار السارة التي نادى بها رسل المسيح. لا يوجد أي مبرر لإضافة شروط أخرى للحصول على الخلاص المجاني . كرر الرسول هذا التعليم في رسالته إلى كنائس غلاطية عندما أنّب بولس أعضاء الكنائس قائلاً: "إني أتعجب أنكم تنتقلون إلى إنجيل آخر!"

كنا قد وقفنا عند أسلوب بولس في التبشير أي أنه كان وزميله برنابا إلى مجامع اليهود في بلاد الشتات " Diaspora " وينادي بالإنجيل الخلاص مقتبساً من نبوات العهد القديم التي أشارت إلى مجئ المسيح وعمله الفدائي . ولدى قدوم الرسول إلى أثينا ومناداته بالإنجيل نلاحظ أنه لم يقتبس مباشرة من أسفار العهد القديم , بل تكلم بصورة خاصة عن إعلان الله عن حقائق هامة في تكوين الإنسان وكذلك في الخليقة التي تعدّ كلوح هام ومصدر للحقائق الأساسية . وإنتهى بولس بالكلام عن إنتهاء ما سماه بأزمنة الضلالة ,, نظراً لقدوم المسيح إلى العالم ووجوب توبة كل إنسان عن ضلالة عبادة الأصنام والإيمان بالمسيح . وإنتهى بولس بالكلام عن الدينونة وعن القيامة من الأموات. سخر أهل أثينا بموضوع القيامة لأن فلاسفتهم لم يعلّموا هكذا تعليم بل كان بعضهم قد تكلموا عن خلود النفس فقط.

  • عدد الزيارات: 1981